مارون يمّين - LebanonOn
نقلت اوساط اعلامية يوم امس تقديرها للجانب اللبناني الذي إلتزم الصمت حيال المهاترات الاسرائيلية التي خرجت الى العلن حول ملف ترسيم الحدود البحرية سواء بقصد او من دون قصد. وبالرغم من ارتفاع منسوب التهويل الاسرائيلي الى درجة تسريبه معلومات عن رفض اسرائيلي حازم لاتفاق الترسيم مع لبنان، واستبداله بسيناريو حرب مع حزب الله في المنطقة الحدودية، إلّا أنّه حتى الآن حافظ لبنان على رباطة جأشه ما يعكس صلابة موقفه والتمسّك بكل شروطه للوصل الى ما يطمح اليه في هذا الملف.
ولجسّ النبض اللبناني من كلّ هذه التطورات، تواصل موقع LebanonOn مع الخبير العسكري، الجنرال أمين حطيط، الذي أكّد بداية أنّ "اسرائيل لم تعتد ان تُفرَض عليها الشروط في المفاوضات، بل اعتادت أن تفرض رأيها وتصل الى الاهداف التي تريدها سواء في المفاوضات او في الحروب والمعارك"، مشدّدا على أنّ "اسرائيل لم تنجح هذه المرة بأن تستمرّ في نفس نهجها الذي اعتمدته منذ 70 سنة حتى اليوم لانّ هناك نقطان اساسيتان كان المفاوضات تدور حولهما هي المنطقة الامنية في المياه الاقليمية اللبنانية التي اغتصبتها في العام 2006 ووضعت خطّ الطفافات والحقل المشترك المقنّع لحقل قانا".
وتابع حطيط: "أتصوّر ان العدو الاسرائيلي دخل الآن في مرحلة التجاذب والضغوط والتهويل، اذا نجحت بها وتراجع لبنان تكون قد ربحت، واذا لم تفلح بما تضمر تكون قد أجّلت الملف الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية".
ويرى حطيط أنّ "الاحتمالين ممكنين، لكن استبعد شخصيا أن يُقدم لبنان على أيّ تنازل، الى درجة ان لبنان اظهر حقّه بروح واحدة وهو لم يعد حتى قادر على ايّ تنازل انطلاقا من موقعه السيادي".
ولفت الى أنّ "المواجهة في الميدان لا تؤدّي فورا الى الحرب، بل تمرّ بمراحل عديدة، من الانذار الى النار التحذيرية الى النار التأثيرية المحدودة الى المواجهة المحدودة وصولا الى الحرب. وحتى هذه اللحظة وفقا للمعطيات المتوفرة وتحليلي للأمور، استبعد نشوب حرب".
وأشار حطيط الى أنّ "سقف المناوشات العسكرية إن حصلت بين حزب لله والعدو الاسرائيلي ستؤدي الى الجمود في الميدان، ولن تتمكّن اسرائيل من استخراج النفط، ولبنان بطبيعة الحال لن يذهب الى التنقيب في حقول الغاز".
وقال: "حتما سيذهب حزب الله الى وقف العمل في حقل كاريش إذا اجّل العدو الاسرائيلي إبرام الاتفاق بعد الانتخابات؛ قد يكتفي بتوجيه إنذار وقد يلجأ الى طلقات تحذيرية وأخرى تفجيرية؛ الاكيد ان حزب الله وضع معادلة وسيحميها، وبعد المسيّرات قد نرى الصواريخ والمواجهة المباشرة لو بشكل محدود".
وختم الجنرال حطيط: "الكلام عن ضربة استباقية على حزب الله هي قمة الحرب النفسية والتهويل لأنّ العدو الاسرائيلي يعرف ان قتيلا واحدا لحزب الله قادر ان يخفيهم 3 اشهر عند الحدود الجنوبية".