تريزا فخري - خاص موقع LebanonOn
بات من المعروف، ان العديد من اللبنانيين ينتظرون تاريخ 31 تشرين الأوّل 2022، اي الليلة التي يغادر فيها رئيس الجمهوريّة ميشال عون قصر بعبدا، وينتقل فيها الى منزله في الرابية، الذي اصبح شبه جاهز لاستقبال الرئيس. يرى البعض ان منتصف ليل 31 تشرين، سيكون ساعة الفرج على لبنان، وانه عند الساعة 12:01 ستعود البحبوحة الى بيروت، وستنتهي مآسي اللبنانيين. ويرى البعض الآخر في ذلك ظلم لعون وعهده. ولكن والبعض الآخر يرى ان هذا التاريخ، مفصليّ، واننا سنشهد فيه صدام في الشارع المسيحي، ومع كلام عن "حصول اشكالات وصدامات بين القوى المسيحية وتحديدا بين التيار الوطني الحر من جهة والقوات اللبنانية والكتائب" بسبب طريقة تعاطي كلّ طرف مع هذا التاريخ. فهل سيأتي لنا هذا التاريخ بـ "الفرج" ام بـ "صدام مسيحي" يعيدنا الى زمن الحرب؟
في السياق تنتشر معلومات عن تحركات متضاربة ستحصل مع انتهاء العهد. الاول لمناصري رئيس الجمهورية والثاني لمعارضيه وتحديدا من جانب مقربين من القوات اللبنانية. ويتخوّف الكثيرون من ان يحصل تصادم بين المناصرين والمعارضين بما قد يخلق صداما مسيحيا بين المكونات.
وفي هذا الإطار نفت مصادر معراب لـ LebanonOn كل ما يتمّ تداوله عن امكان تورّطها في اي صدام مسيحي سيحدث عشيّة مغادرة رئيس الجمهوريّة ميشال عون قصر بعبدا، اي في 31 تشرين الأوّل.
ورفضت المصادر كلّ كلام عن صدام مسيحي،" فالقوات ترفض العودة الى زمن الحرب، وللجيش اللبناني كامل القدرة على ضبط الأوضاع في البلد، والقوات دائماً ما تراهن على عمل المؤسّسات وعلى الجيش اللبناني.
وأضافت المصادر: المطلوب الحفاظ على الاستقرار، والحدث هو حدث طبيعي، وانتقال دستوري، ونأمل ان يكون مجلس النواب قد انتخب رئيساً للجمهوريّة في المهلة المحدّدة كي تكون عمليّة الانتقال سلسة.
وعن ما يشاع عن تظاهرة قواتيّة تزامناً مع المواكبة التي اعلن عنها التيار الوطني الحرّ، أكّدت لنا المصادر ان لا علاقة ولا علم للقوات بما يحضّره فريق الرئيس عون، وهذا الأمر ليس من شأن القوات اللبنانية، ولكن لكل فريق، وضمن الاطر الديموقراطيّة، الحقّ بأن يفعل ما يشاء، بالطبع ضمن الانظمة المرعيّة وضمن الضوابط والحفاظ على الاستقرار.
في المقابل، يتحضّر مناصرو التيّار "الوطنيّ الحرّ" لمواكبة خروج رئيس الجمهورية ميشال عون من قصر بعبدا بعد انتهاء العهد.
وبحسب المعلومات المواكبة ستكون بتحرّكات شعبيّة تمتدّ من القصر الجمهوريّ وصولاً إلى مقرّ الجنرال في الرابية، في وقت يعمل فيه "التيّار" على أكثر من جبهة لتنظيم التحرّكات الشعبية.
وتقول مصادر مقربة من التيار الوطني الحر "العديد من الناس يجهلون ان عهد الرئيس عون لم يفشل.. لا بل كان العهد ناجحاً، وما بعد 31 تشرين الاول، ستكون فترة حقيقة تظهر للشعب ان شخص الرئيس لم يكن هو سبب الأزمة. وسيعلم الشعب عندها ان مشكلة لبنان ليست بميشال عون وليس هو الذي اوصلنا الى ما نحن عليه".
واضافت المصادر:" الازمة تكمن بهوية النظام الذي يحكمنا منذ عقود، ,تقاطعت الازمة المؤجلة، مع وصول الرئيس عون الى سدّة الرئاسة عام 2016، حيث انزلق جماحها في عهد الرئيس، كي يحملّوه مسؤولية كل هذه الازمات. ما يعني ان الازمة لن تنتهي بعد مغادرة الرئيس ، لا بل قد تتفاقم أكثر".
"وجود الرئيس ميشال عون بسدّة الرئاسة زعزع المنظومة"، ومع انتهاء ولايته، تتخوّف المصادر ان يستغّل من تبقّى من المنظومة، الشغور الذي قد يحصل في البلاد من اجل فرض نفوذهم اكر.
من هنا، يمكننا القول ان على اللبنانيين التخوّف مما قد يأتي ما بعد عهد الرئيس عون، من ازمات، في ظل غياب خطط الانقاذ الاقتصادية.