مارون ناصيف - خاص موقع LebanonOn
عندما أقيم إعتصام الأسبوع الفائت أمام ثكنة الحلو في بيروت للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الذين شاركوا الناشطة سالي حافظ بإقتحام بنك لبنان والمهجر في السوديكو يوم قررت إسترجاع وديعة بالدولار تعود لشقيقتها، بهدف إستعمالها لعلاج شقيقة أخرى لها مريضة بالسرطان، كان نواب "17 تشرين" بولا يعقوبيان وحليمة القعقور وابراهيم منيمنة وسينتيا زرازير وملحم خلف وياسين ياسين، أوّل المشاركين في الإعتصام المذكور وأوّل المدافعين عن قضية إقتحام المودعين للمصارف سعياً وراء إسترجاع ودائعهم وحقوقهم المسلوبة.
ولكن عندما غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر تويتر قائلاً "إن عمليات إقتحام المصارف التي حصلت والفوضى التي رافقتها : هذا هو لبنانهم، لن يخرجنا من لبنانهم الى لبنان الذي نطمح اليه سوى رئيس إنقاذي كل ما عدا ذلك مضيعة للوقت"، كانت المفاجأة الصادمة لجماهير 17 تشرين من نوابهم الـ13 الذين لم يردّوا على جعجع دعماً لأي ناشط يفكّر بإقتحام مصرفه للمطالبة بوديعته المحجوزة.
تخيلوا أن عدداً كبيراً من مناصري إنتفاضة "17 تشرين" رد على جعجع عبر وسائل التواصل الإجتماعي غير أن نواب الإنتفاضة التزموا الصمت !
وتخيلوا أيضاً أن الرد الأقوى على جعجع لم يأت من أحد نواب الكتلة بل من الناشط لوسيان أبو رجيلي الذي غرّد "نحنا اليوم عايشين بلبنانك إنت جددت لرياض سلامة بالـ2014، انت شاركت بالحكومات المتعاقبة يلي خالفت الدستور وصدقت على السياسات المالية يلي وصلت للإنهيار، انت يلي جبت الرئيس الحالي بظل إتفاق تحاصص وقح وفاسد بالمختصر، إنت من أركان المشكلة مش الحل".
هذا الصمت المريب لنواب "17 تشرين" خذل جمهور الإنتفاضة وناشطيها خصوصاً أن الأكثرية الساحقة من هذا الجمهور لا تقبل النقاش حتى فيما خصّ المصارف والسياسات المعتمدة منها ومن مصرف لبنان حيال الودائع لا بل تعتبره جريمة موصوفة، وفي هذا السياق، يسأل المحامي الناشط علي عباس عبر موقعنا "كيف يمكن تفسير هذا الصمت؟ وما هي أسبابه؟ ألم يشعر نواب الكتلة التغييرية بأن الرد على جعجع أو أي سياسي آخر يدافع عن المصارف يجب أن يكون ضرورياً في هذه المرحلة؟ ألم يشعروا بخطورة ما يحصل مع الموقوفين خصوصاً بعد الإستنابة القضائية التي أصدرها المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وطلب فيها التشدد مع الموقوفين الذين يقتحمون المصارف بحثاً عن ودائعهم؟"
قد يكون سبب عدم رد نواب "17 تشرين" على جعجع هي المبادرة الرئاسية التي طرحتها كتلتهم على الأفرقاء السياسيين ومن ضمنهم جعجع، والتي تفترض تنسيقاً مع عدد كبير من الأفرقاء السياسيين في مجلس النواب لإيصال رئيس جديد للجمهورية يعبّر عن تطلعات ومطالب الإنتفاضة، "ولكن حتى لو كان الأمر كذلك" يقول ناشطون مؤيدون للإنتفاضة، "تبقى قضية المودعين من الخطوط الحمر التي لا يجب أن تفسدها السياسة ولا رئاسة الجمهورية، والمطلوب من نواب الإنتفاضة كل الدعم لأي مودع ينتفض لحقّه وجنى عمره".