مارون ناصيف - خاصّ موقع LebanonOn
صحيح أن الأكثرية الساحقة من المواطنين لم تعد مهتمة بساعات التغذية الكهربائية التي تأتي من معامل مؤسسة كهرباء لبنان على إعتبار أن هذه الساعات تتراوح يومياً بين الساعتين والأربع ساعات فقط تبعاً للمناطق، ولأن المواطنين باتوا يتكّلون إما على كهرباء المولدات الخاصة في الأحياء والقرى حتى ولو أن فواتيرها تكوي جيوبهم، وإما على أنطمة الطاقة الشمسية التي لاقى تركيبها رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة.
وصحيح أيضاً أن أكثرية المواطنين لن تتأثر مباشرة في منازلها لناحية الإنارة في حال أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عجزها عن الإستمرار في إنتاج الطاقة في الخامس والعشرين من آب الجاري بسبب إنتهاء كميات الغاز أويل المتبقّية في خزانات معملي دير عمار والزهراني وعدم وصول باخرة الفيول المخصصة لشهر آب من العراق، بحسب ما ينص عليه عقد تزويد لبنان بالفيول العراقي الموقع بين البلدين،
غير أن ما يعتقده اللبنانيون شيء، وما سينتج عن كارثة العتمة الشاملة في حال وقعت من تداعيات، شيء آخر كلياً واليكم التفاصيل.
وبحسب مصادر مؤسسة كهرباء لبنان، يبدو أن التداعيات الأكثر خطورة للعتمة الشاملة، ستشهدها أولاً مؤسسات المياه في المحافظات والمناطق، وذلك لأن الأكثرية من هذه المؤسسات لا تملك مولدات كهربائية خاصة لضخ المياه وتتكل بشكل أساسي على ساعات التغذية التي توزعها مؤسسة كهرباء لبنان، وحتى من لديه من هذه المؤسسات مولدات كهربائية خاصة، يعاني من مشكلة المازوت وأسعاره المرتفعة وبالتالي هو غير قادر على تشغيلها لضخ المياه ما يعني أن المياه ستنقطع عن الأحياء والمنازل بمجرد توقف معملي دير عمار والزهراني عن الإنتاج.
ثانياً ما يمكن أن يشهده سجن رومية المركزي بعد إنقطاع التيار الكهربائي عنه من تمرد وأعمال شغب، قد يفوق بخطورته إنقطاع المياه عن المنازل خصوصاً أن السجن المكتظ يتغذى بشكل أساسي من كهرباء لبنان التي تؤمن له التغذية 24/24 ساعة.
ثالثاً مطار بيروت الدولي الذي وعلى رغم أنه يملك مولدات كهربائية خاصة به، وله القدرة على شراء مادة المازوت، إلا أن قوة هذه المولدات لن تسمح بتأمين القدرة التشغيلية للمطار لا سيما لناحية تشغيل المكيفات الأمر الذي سينعكس سلباً على وضع المسافرين وهنا لا بد من التذكير بأننا في آب أي في مرحلة الذروة على صعيد درجات الحرارة المرتفعة، وكذلك بالنسبة للأرقام القياسية التي يسجلها المطار يومياً لناحية المسافرين والوافدين.
تداعيات العتمة الشاملة لن يسلم منها مرفأ بيروت أيضاً الذي يتكل بشكل أساسي على مؤسسة كهرباء لبنان، وكذلك لن يسلم منها القصر الجمهوري وعين التينة والسرايا الحكومي ومقرات رسمية أخرى.
فعلاً نحن أمام إنفجار مرتقب حتى ولو كان من نوع آخر ولسنا فقط أمام عتمة شاملة إذا لم تُحلّ مشكلة الفيول العراقي قبل 25 آب المقبل.
المسؤولون يتابعون المشكلة مع السلطات العراقية بهدف إستكمال تنفيذ عقد الفيول الذي بقي منها شهران فقط أي 186 ألف طن وبهدف تجديده وزيادة كمياته ولكن حتى اللحظة ما من ضوء أخضر عراقي لإستكمال العقد، ومن بين أبرز الشروط التي يضعها العراق لإستكمال العقد رفع تعرفة الكيلواط من قبل مؤسسة كهرباء لبنان الأمر الذي لم يسلك طريقه كما يجب داخل مجلس إدارة المؤسسة الموزّع سياسياً للأسف على القوى الرئيسة الحاكمة.