مارون ناصيف - خاصّ موقع LebanonOn
عندما نقرأ أن أحد كبار المطلوبين في لبنان كنوح زعيتر ينشط في حي الشراونة في بعلبك على صعيد ترويج المخدرات والإتجار بها، يكون الخبر عادياً مقارنة مع حقيقة الوضع الأمني في هذا الحي البعلبكي الذي تسيطر عليه مجموعة من المطلوبين والذي لا وجود للدولة فيه إلا من خلال بعض المداهمات التي ينفذها الجيش اللبناني بين الحين والآخر عندما تكون لديه معلومات عن صيد أمني ثمين موجود داخل الشراونة، ولكن عندما نسمع خبراً عن توقيف نجل نوح زعيتر في كسروان ومعه مجموعة من المطلوبين، عندها، نكون قد أصبحنا أمام خبر غير عادي. فكيف وأين تم توقيف علي نوح زعيتر؟ ما هي الجرائم التي يشتبه أنه إرتكبها وكيف وصل نشاطه الى كسروان؟
ففي التاسع والعشرين من تموز الفائت، نفذت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عملية دهم لإحدى الشاليهات في بلدة كفردبيان الكسروانية، وخلال العملية، تم توقيف ف. زعيتر وشقيقه ج. زعيتر ومعهما ي. زغيب (من أبناء المنطقة). عملية التوقيف جاءت بسبب إرتكابهم جرائم عدة أبرزها تعاطي وترويج المخدرات، تجارة الأسلحة والذخائر الحربية وإطلاق نار من مسدس حربي وإصابة مواطن، هذا بالإضافة إلى تجولّهم بأوراق ثبوتية مزوّرة.
الصيد الثمين خلال هذه العملية المذكورة تمثل بتوقيف علي زعيتر الذي كان برفقة الأخوين زعيتر وزغيب، ونحن نتحدث هنا عن نجل أحد كبار المطلوبين في لبنان نوح زعيتر. من يتابع هذا الرجل أمنياً يعرف أن في سجله المئات من مذكرات التوقيف وقد يكون عدد هذه المذكرات قد وصل الى الألف مذكرة. من يتابع نوح زعيتر أمنياً يعرف تماماً أن الجرائم التي يرتبكها لا تقف عند حدود ترويج المخدرات والكوكايين وبيعها أو الإتجار بحبوب الكابتاغون والأسلحة. لكل ما تقدم أحيل علي نوح زعيتر بعد توقيفه الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وذلك بسبب الإشتباه بمشاركته مع مطلوبين آخرين، بعملية إطلاق النار بإتجاه دوريات للجيش ومديرية المخابرات أثناء المداهمات التي نفذت في حي الشراونة خلال شهر حزيران الفائت بحثاً عن المطلوب "أبو سلة" والتي أدّت إلى إستشهاد عسكري وإصابة آخرين من الجيش.
أما الجواب على السؤال، كيف وصل نشاط علي نوح زعيتر الى كسروان فهو بحسب المصادر الأمنية على الشكل التالي:
ي. زغيب الذي أوقف مع علي نوح زعيتر والأخوين ف. وج. زعيتر، هو من أبناء المنطقة ومتورط مع المجموعة المذكورة بالجرائم التي إرتكبتها، وهو الذي ساعد الأخوين زعيتر وعلي نوح زعيتر على إستئجار الشقة التي قرروا جميعاً إستعمالها في كفردبيان لبيع كمية كبيرة من الكوكايين على زبائنهم، والتي تبين أن عملية توزيعها كانت قد إنتهت بعد توقيفهم.
علي نوح زعيتر حاول الفرار من دورية مديرية المخابرات خلال عملية الدهم، لكن الإجراءات الأمنية التي كانت متخذة حالت دون نجاح محاولته.
هي نهاية مطلوب غير عادي أبداً. نهاية، قد تفضح الكثير من المعطيات المتعلقة بجرائم أخرى بمجرد التحقيق في مديرية المخابرات مع علي نوح زعيتر.