مارون يمّين - خاص موقع LebanonOn

أكثر من شهر مرّ على دخول مركب يحمل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين المياه الاقليمية اليونانية، والذي كان قد إنطلق من منطقة العبدة في لبنان. الرحلة كانت تستهدف الوصول الى ايطاليا، إلّا أنّ المركب كما كشف موقعنا في السابق، تعرّض لبعض الأعطال في المياه الاقليمية اليونانية وعلق هناك.

ومنذ ذلك الوقت، لم يسمع أحد خبرا عن المهاجرين العالقين هناك، لا سيّما اللبنانيين منهم. وبعد العديد من الإستقصاءات التي قام بها موقع LebanonOn، تبيّن أنّ عدد اللبنانيين على متن القارب بلغ الـ100 شخص، وأكثر من 50 آخرين من الجنسية السورية والفلسطينية.

ويروي أحد اللبنانيين العالقين هناك والذي فضّل عدم الكشف عن إسمه، أنّ السلطات اليونانية رفضت أن تعطي ركّاب المركب غير الشرعيين صفة اللجوء الى اراضيها بإستثناء السوريين والفلسطينيين منهم، مؤكّدا أنّهم عالقين في جزيرة كوس اليونانية منذ مدّة، وأنّ السلطات اليونانية قد أمهلتهم فترة 25 يوما للخروج من اراضيها وإلا ستضطر الى سجن اي واحد فيهم تلقي القبض عليه وليس بحوزته أوراقا رسمية.

ويشير الراوي الى أنّهم يعيشون في ظروف صعبة داخل أحد المخيّمات في الجزيرة حيث لا يمكنهم الخروج منها بتاتا، فضلا عن نفاد كميات الطعام التي كانت بحوزتهم، وكذلك العتاد والأدوية.

وفي المعلومات التي حصل عليها موقع LebanonOn فإنّ اللبنانيين المئة هم أمام خيارين الآن: إمّا العودة الى لبنان، أو الهروب بطريقة غير شرعية الى دولة اوروبية أخرى لكنّ صعوبة ذلك تكمن في أنّ المهرّبين يريدون مبلغ 4000 يورو عن كل شخص لتهريبهم الى خارج اليونان من غير ضمان نجاح العملية، وهذا غير متوفر لديهم.

إذا، يبقى خيار العودة الى لبنان هو الأنسب أمام المهاجرين اللبنانيين، لكن ووفق مرجع دبلوماسي متابع للقضية، فإنّ العودة بحاجة الى تصريح مرور صادر عن الجهات اللبنانية المعنية يسمح للمهاجرين اللبنانيين بالعودة الى لبنان عبر المياه الاقليمية اليونانية، إلا أنّ بيروقراطية الدولة اللبنانية تقف عائقا إضافيا أمام مصيرهم، إذ يحتاج إصدار تصريح المرور الى أكثر من شهر ونصف، بينما أمام اللبنانيين العالقين هناك 25 يوما فقط للخروج من الاراضي اليونانية.

وبالرغم من أنّ السفارة اللبنانية في اثينا قد قامت بكل ما يمكنها فعله على مستوى التواصل مع الدولة اللبنانية وإبلاغها بتفاصيل القضية، إلا أنّها وفق مصدر في السفارة مستمرّة في متابعة الموضوع، وهي تتواصل حاليا مع منظمة تابعة للأمم المتحدة تُعنى بمتابعة أوضاع اللاجئين من أجل رعاية المهاجرين اللبنانيين الى حين جهوز تصريح المرور، لكن لا شيء محسوما؛ مع العلم أنّ هذا التصريح يصدر في مصر مثلا في خلال 48 ساعة فقط.