باميلا فاخوري - خاص موقع LebanonOn
تميّز حكم النساء عبر التاريخ بالإنسانيّة والصلابة في آن. فلقد وضعت المرأة عبر التاريخ قدرتها على تحمّل الأوجاع في توليد ما هو جميلٌ ومفيد. فتسيّدت بحكمة الروح وسكبت عاطفتها في قالبٍ من العدل والإنسانية لتكون منسجمةً مع نفسها غير منقسمة. كيف ينسى التاريخ نساءً من مثل مارغاريت تاتشر، أنديرا غاندي، الملكة فيكتوريا، كليوباترا، بلقيس، وغيرهنّ الكثير من النسوة اللواتي وضعن بصمتهنّ الخاصّة وأثرين العالم؟
نساءٌ خلّاقات قادرات بإزميلهنّ على رسم العالم لن يصعب عليهنّ أن يحملن لبنان المحتضر ويداوين جراحه البليغة بتأنٍّ وأناة.
وها قد خرقت نساء عدّة المجلس النيابي الجديد وأثبتن عن تصميمٍ ورؤيا، وحيث إنّ الاستحقاق الرئاسي بات وشيكًا ولبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى تغيير في النهج السياسي وإلى شخصيّة قادرة وبريئة من الفساد، طرح وبجديّة أسماء نساء قياديات لرئاسة الجمهورية على غرار السفيرة ترايسي شمعون والنائب ستريدا جعجع وغيرهما أيضًا.
فهل طرح العنصر النسائي جدّيٌ بالقدر الكافي أم أنه مجرد "لعبة إعلامية" هدفها تشتيت الرأي العام وتحييده عمّا يُحاك؟ وما الفارق اليوم إذا ما تولّت امرأة سدة الرئاسة؟ وما هي الشروط التي ينبغي أن تستوفيها اليوم أي رئيسة للجمهورية اللبنانية والتحديات التي تواجهها؟
عن هذه المسائل وأكثر تحدث موقع LebanonOn إلى الناشطة الحقوقية والفاعلة في مجال المساواة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة، ورئيسة منظمة "فيفتي فيفتي" جويل أبو فرحات.
في السياق، وردًّا على سؤال حول طرح عددٍ من أسماء سيدات لتولي الرئاسة أجابت أبو فرحات: "لن أعطي أسماء لأنّ هنالك جدّيّة مطروحة من قبل عددٍ من السيدات وأفضّل ألا أطرح أسماءهنّ". وقالت: "نعمل مع عددٍ من السيدات ونطرح الموضوع بشكل مدروس على أن يترشح على الأقل ٢ أو ٣ نساء لرئاسة الجمهورية ونقدم لهنّ دعمنا الكامل".
هذا ورأت أنه "ما إذا جاءت امرأة من خارج المنظومة ستكون شجاعة ووطنية وتتخذ قرارات قد لا ترضي الجميع إنما ستسير بها لمصلحة المواطن. وأعتقد أنّ السيدات اللواتي أتحدث عنهنّ جميعهنّ قادراتٌ على تولّي زمام الأمور".
ونبّهت أبو فرحات إلى أنّ "هنالك أولويات ينبغي توخيها أولًا والنساء اللواتي سيترشحن سيضعن مشروعهنّ كاملًا"، مضيفة أنّ "بعد الثورة تشكلت نظرة جديدة وبتنا نبحث عن شخصيّة تمثّل الشعب وتلبي طموحاته، قادرة على حلّ المشاكل وشفافة".
هذا وشددت على أنّ "الخروج من أزمةٍ كمثل أزمة اليوم تتطلب وجود مسؤولين يتحلّون بالشفافية والصراحة. فإذا رفض الشعب دعم الحلول فإنها لن تسري. وأي مرشح عليه أن يطرح برنامجه أمام الشعب ويتلمّس إرادته ليعود ويتحدث إلى النواب ويلتزم ببرنامجٍ معين".
وأكدت أنّ "على المرشح أن يعتمد سياسة غير تقليدية لأنّ الشعب متعبٌ لاهث ويائس".
ورأت أبو فرحات أنه "معلومٌ أنّه عندما تضع امرأةٌ برنامجًا تنفذه كاملًا بصرف النظر عمّا يمكن أن يعترضها. والمرأة لن تتماشى والمنظومة لأن نظرتها للمجتمع والناس وحاجاتهم تختلف جذريًا عن نظرة الرجل، فنظرة الرجال تبقى نظرة محاصصة والرجل يسعى إلى السلطة في السياسة؛ أما المرأة فتسعى إلى التغيير. والمرأة تعمل بشكلٍ مختلف عن الرجل وتبحث عن حاجات الفرد تليها حاجات المجتمع وعلى هذا الأساس تبني خططًا وقوانين ومشاريع. بمجرد أن تصل امرأة إلى سدة الرئاسة تتشكل صلة وصل بين الشعب والحكم لأنّ الصلة اليوم مبتورة تمامًا".
بأيّة حالٍ لا همّ في ما إذا كان لجمهورية لبنان رئيس أو رئيسة، فالأهم هو المشروع وتبصر الصالح العام لا الارتواء من بئر السلطة الفارغ. إنما حريٌّ بنا إعطاء فرصة لسيدة علّها تطبع عهدًا جديدًا بالحكمة والقرارات الحازمة والصلابة.