مارون ناصيف
من الطبيعي جداً أن يطعن المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي جاد غصن بنيابتي رازي الحاج وهاغوب بقرادونيان كيف لا وهو الذي خسر مقعده على 88 صوتاً كانت لائحته بحاجة اليها لبلوغ الحاصل علماً أن قبول الطعن المقدم من غصن قد يبطل نيابة الحاج ويعطي مقعده الماروني لغصن وقد يطير الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان من مجلس النواب بطريقة غير مباشرة وحتى لو لم تبطل نيابته، لأن القوات ستحصل عندها على المقعد الأرمني لمرشحها آرا بردقجيان بدلاً من المقعد الماروني.
ومن الطبيعي جداً ان يطعن مرشح التيار الوطني الحر عن المقعد العلوي في عكار حيدر عيسى بنيابة أحمد رستم الفائز بالمقعد العلوي من لائحة الإعتدال الوطني التي ترأسها النائب وليد البعريني، بمجرد أن رستم قد فاز على عيسى بـ88 صوتاً فقط.
من الطبيعي جداً أن يطعن أي مرشح بنيابة منافسه على لائحة أخرى ولكن من غير الطبيعي والمألوف أبداً أن يطعن مرشح بنيابة زميله وحليفه الذي فاز بعدما ترشح معه على اللائحة ذاتها.
نعم من غير المألوف وقد تكون سابقة، ما قام به في اللحظات الأخيرة لإقفال باب تقديم الطعون، المرشح عن المقعد العلوي في طرابلس حيدر ناصر على لائحة إنتفض للسيادة والعدالة. فناصر تقدم بطعن بنيابتي إيهاب مطر وفراس السلوم الذي فاز بمقعده العلوي بالتحالف مع مطر، ولكن ما هو مستغرب وغير مفهوم هو طعن ناصر بنيابة رامي فنج الفائز الوحيد من لائحة "إنتفض للسيادة والعدالة" التي ترشح عليها ناصر وفنج سوياً.
ما هو مستغرب هو أن ناصر وفنج ترشحا على اللائحة التي تبنتها أكثرية مجموعات إنتفاضة "17 تشرين" أي على اللائحة التي قدمت نفسها للناس في طرابلس على أنها لائحة "الثورة والتغيير". فالتغيير الحقيقي يعني تغيير المشروع وليس فقط الأشخاص، وبمجرد أن يصل مرشح من هذه اللائحة فهذا يعني أن الفوز هو للائحة مجتمعةً وليس فقط لشخصه، فكيف إذا جاء الطعن بنيابته من حليفه الناشط في الإنتفاضة على اللائحة عينها؟!
عادةً عندما يطعن مرشح بنيابة نائب فائز، يبني الطاعن طعنه على عدد من الإتهامات التي يوجهها للنائب المطعون بنيابته، وتتوزع هذه الإتهامات بين توزيع الرشى على الناخبين وتهديدهم وممارسة الضغوط عليهم وصولاً الى التزوير عبر إقتراع ناخبين بهويات غيرهم، كل ذلك من دون أن ننسى تهمة التلاعب بالصناديق وإخفاء أصوات منها أو إضافة أصوات اليها...الخ
فهل يجوز أن يكون ناصر قد وجه بطعنه هذه التهم لفنج وهو حليفه على اللائحة عينها ؟ وهل يمكن ان يقوم فنج بكل هذه الموبقات، إذا صحّ طعن ناصر، من دون علم جميع أفراد اللائحة معه؟
ألم يأخذ ناصر بعين الإعتبار أن طعنه بنيابة فنج قد يؤدي الى فقدان الثقة بمشروعهما التغييري من قبل الناخبين الذين أعطوا لائحة "إنتفض للسيادة والعدالة" أصواتهم؟
وماذا لو إستفاد طاعنون آخرون من طعن ناصر بنيابة زميله على اللائحة لتطيير فنج من مجلس النواب وتوجيه ضربة لمجموعات 17 تشرين؟
أسئلة كان لا بد من طرحها أمام هذا الطعن الغريب العجيب الذي قدمه حيدر ناصر في طرابلس بنيابة النائب رامي فنج.