تيريزا فخري
شهدت أسواق العملات الرقمية انخفاضا لم تشهده منذ أكثر من عامين، حيث انخفضت قيمة البيتكوين الى ما دون الـ21000 دولار أميريكي، بعد تخطّي قيمتها الـ68000 دولار عام 2021، أي أن بيتكوين قد فقدت ربع قيمتها في اسبوع واحد ولا مؤشّر لمعاودة الارتفاع حتّى الآن.
هذا ما أطلق حالة هلع بين المستثمرين والشركات حول العالم، وبخاصّة المستثمرين في لبنان.
وفي حديث عبر موقع LebanonOn مع المحلل للأسواق العالمية جاد حريري، شرح أنه عند وصول عملة بيتكوين الى أعلى مستوياتها، إحتشد الناس لشرائها، واليوم عند انخفاضها الى هذا المعدّل، بدأ الناس يفقدون الثقة فيها.
ورأى حريري أن "السبب وراء الانهيار في سوق العملات الرقميّة هو المناخ العالمي الأوسع، اذ أن الحالة السيئة ليست فقط في عالم العملات الرقمية. فالركود يلوح في الأفق، والتضخم يتضاعف، وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع؛ ما أدى الى خروج كبار المستثمرين أوّلاً من أسواق العملات الرقميّة وثانياً من أسواق الأسهم العالمية، للاحتياط بالـ"كاش".
وأضاف: "ثقة المستثمرين لم تعد ذاتها، في ظل مرور عالم العملات الرقمية في ما وصفها بنفق مظلم، ما سيؤدي الى اختفاء بعض العملات الرقمية كعملة الـ"لونا".
البعض من المستثمرين في لبنان فقدوا جميع مدخّراتهم بسبب الانهيار الحاصل، حيث أشار حريري الى أن "السبب ليس فقط في الانهيار ولكن في عدم اليقين، وقلّة الارشادات والتوجيهات المعطاة للمستثمرين في لبنان"، وأضاف أن "البعض يدخل سوق العملات الرقمية للحصول على مردود سريع، وبالفريش دولار، ولكن سرعان ما تفشل هذه العمليّة، بسبب غياب التوعية والثقافة الماليّة".
شرح الخبير أيضاً أن على المستثمرين أخذ احتياطهم في الاستثمار وعدم المراهنة بجميع ما يملكونه من أموال بل بنسبة لا تفوق الـ5% من مدخّراتهم".
ورأى حريري أن "العملات الرقمية اليوم تفقد جوهرها الأساسي والذي كان أصل انجذاب المستثمرين اليها، وهو لامركزيّتها وعدم قدرة أحد على التحكم بها، و لكننا نلاحظ اليوم أن هناك من يتحكّم بعمليات السحوبات والتحويل، من خلال ما شهده السوق نهار الاثنين، حيث اوقفت جميع عمليّات السحوبات لساعات معدودة، الأمر الذي أحدث حالة من الهلع بسبب عدم اعطاء انذار مسبق". ومن هنا رأى الخبير أن "على سوق العملات الرقمية اجراء العديد من التعديلات للوصول الى ما يطمح اليه المستثمرون وأولها كف يد كل من يحاول التحكم بالسحوبات والتحويلات".
ليست المرة الأولى التي يقع فيها سوق العملات المشفرة في أزمة، لكنه اليوم أمام انهيار غير مسبوق، ومجموعة من المشاريع الفاشلة والمتعثرة وسط تراجع حاد، ترك المستثمرين خائفين بشأن ما سيحدث، وللمرة الأولى السوق يفقد ثقة مستثمريه الذين سبق وجعل من عدد منهم"أغنياء" ومن عدد آخر مطمئن لوجود مصدر دخل آخر، فهل يتعافى هذا السوق من أزمة كهذه ويعاود نشاطه؟ وما تأثيرات هذه الأزمة على اللبنانيين تحديدا.