باميلا فاخوري - خاصّ موقع LebanonOn
في ظلّ حرب بياناتٍ دائرة بين لبنان واسرائيل تشتدّ المخاوف من أن تتحول هذه الحرب إلى حربٍ عسكرية لا تحمد عقباها إذا ما احتسبنا قوة الطرفين. أمّا وقد حذّرت اسرائيل رعاياها في اكثر من اطار وقد تصاعدت اشكال المواجهات مع ايران مرورا بسوريا وصولا الى النزاع الحدودي غير المستجد مع لبنان، أسئلة كثيرة تطرح في هذا الصدد: إلى أي مدى يمكن لحرب البيانات بين حزب الله واسرائيل أن تتطور إلى حرب عسكرية؟ إذا دخلنا في حربٍ مع اسرائيل، هل بالإمكان الخروج منها؟ هل لحربٍ كهذه أن تنعكس على أطياف الشعب اللبناني بمكوناته المتناحرة إلى حربٍ داخلية موازية على غرار الحرب الأهلية؟ وهل نحن أمام حربٍ إقليمية؟
يجيب المحلل السياسي علي حمادة في حديثه لموقع LebanonOn، أنه "اذا ما أخذنا في الاعتبار حرب البيانات بين الجانبين والتي بموجبها زعمت اسرائيل بأن حزب الله يخزن أسلحته وصواريخه الدقيقة في مواقع مثل أماكن خفية تحت مواقع كرة القدم في الضاحية الجنوبية، أحدها الآخر في منطقة الاوزاعي على مداخل بيروت. وقد هددت اسرائيل بقصفها وعادت الامور وهدأت. المسألة هي أن لا مصلحة لأي من الطرفين بنشوب حرب".
واعتبر أن "لا مصلحة لاسرائيل سوى بالإبقاء على الستاتيكو الحالي والهدنة مع الايرانيين وحزب الله. وعلينا أن نتذكر أن الجنوب اللبناني هو منطقة تماس بين ايران واسرائيل".
وأضاف: "كذلك لا مصلحة لايران وتاليًا للحزب بنشوب حرب لأن حزب الله مرتاح في لبنان وهذه قاعدة مستقرة بشكل أو بآخر أمنيًّا وسياسيًّا إذا ما أخذنا في الاعتبار النفوذ الحاسم الذي يتمتع به تحديدًا في لبنان".
هذا وأوضح أنه "صحيح أن أكثرية الحزب تراجعت في مجلس النواب بيد أنه حافظ على سيطرته في اللعبة السياسية ومعادلة السلطة في البلد أضف إلى ذلك إمساكه بالقرار السيادي. وتاليًا لم يتغير الشيء الكثير بعد الانتخابات".
وشدد على أنّ "لايران قاعدة متقدمة وهي لبنان وهي مستقرة وهادئة وسيطرتها عليها حاسمة وشبه كاملة. فلماذا تخوض حربًا تخسرها هذه القاعدة. وإذا نشبت حرب يمكن ان لا تقف عند حدود لبنان وتمتد الى سوريا فتخسر قاعدتي لبنان وسوريا".
وأكد حمادة أن "الغرب لن يسمح لايران مهما عظم شأن ايران وحزب الله بهزيمة اسرائيل ولو كلف ذلك تدمير لبنان كله وكل ما تمتلكه ايران كن امكانيات وقدرات عسكرية وغير عسكرية".
ورجح "أن لا حرب ستقوم بين الحزب واسرائيل والكل مدعو الى تسويات. والتسوية اليوم واضحة فهي قائمة على معادلة الخط ٢٣ مقابل ٢٩، أخذ لبنان حقل قانا كاملًا أو ثلاثة ارباعه وكاريش كاملًا لاسرائيل".
وقال: "ما يهم في حال دخلنا حربًا مع اسرائيل كيفية خروجنا منها لا توقيتها".
وأشار في الختام إلى أنّ "الحرب إن حصلت ستنعكس على الداخل لأن لا تماسك داخلي في الوطن ولا تضامن لبناني-لبناني في ما يتعلق بأية حرب ناشئة بين اسرائيل والحزب لاسيما إن كان الحزب هو المبادر إليها. كما لن يكون هنالك تضامن عربي مع لبنان. اي حرب بين لبنان واسرائيل يمكن ان تصبح اقليمية بما ان حزب الله هو طرف اقليمي".