تيريزا فخري -خاصّ موقع LebanonOn
أكثر من أسبوع مرّ على اندلاع عمليات المداهمات و الاشتباكات بين الجيش اللبناني و الخارجين عن القانون في منطقة بعلبك - حي الشراونة، وما زال "ابو سلة" فارّ من العدالة حتى يومنا هذا . أكثر من أسبوع ومنطقة بعلبك مطوّقة بالجيش، حيث كان سكان البلدة يستيقظون على أصوات الرصاص و ينامون على دوي انفجار القذائف التي يطلقها الفارون من العدالة.
ولكن اصوات الرصاص والقذائف هذه، كان هذه المرّة وقعها مختلفا على ابناء المنطقة.. مطمئنون هم كانوا لما يحصل ولدور الجيش وحضوره، بالرغم من كلّ ما قد يثيره البعض في السياسة.
وفي حديث مع النائب عن المنطقة انطوان حبشي، أكد أنّه يدعم الجيش بالكامل، فهدفه اعادة الأمن والاستقرار الى المنطقة ، الأمر الذي لم يعرفه أهالي منطقة بعلبك الهرمل يوماً، وذلك بسبب غياب الدولة عن هذه المنطقة".
و شدّد حبشي لـlebanonOn، على أن هذه المداهمات تلعب دورا مهما في عمليّة اعادة الأمن الى المنطقة وكفّ يد الخارجين عن القانون عنها، مؤكّداً أن جميع سكان بعلبك الهرمل لا يريدون سوى العيش بأمان و استقرار من دون الاضطرار الى مواجهة التفلّت الأمني.
وفي حديث عن الوضع الأمني في ظل الاشتباكات، استرجع حبشي فترة ما قبل المداهمات، ورأى أن الوضع حينها كان أسوأ مما هو عليه اليوم ، فعندها كان الرصاص المتفلّت، والاتجار بالمخدرات على الطرقات، وكانت جرائم القتل و الخطف والسرقة منتشرة في الفترة الماضية حيث كان المواطن يقتل على الطريق و حتّى في الأفراح "كان الولاد ينصابو بالرصاص الطايش، نكون بفرح نصير بحزن ."
وقال حبشي إن دوره اليوم كنائب عن المنطقة هو دعم الجيش اللبناني و الوقوف الى جانب أهالي منطقته الذين لا يطالبون سوى بوجود الدولة.
أما قائد الجيش العماد جوزيف عون، والذي زار المنطقة، فقد شدد على أن حرب الجيش على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة، وان الجيش لا ينتظر أي غطاء سياسي أو ديني لمكافحتها، ولا يعمل وفقاً لأي أجندة، إنما من منطلق مسؤوليته تجاه شعبه ووطنه، وللخارجين على القانون قال: "سلموا تسلموا، وإلا تحملوا تبعات قراركم. "
وأضاف خلال زيارته الى فرع مخابرات البقاع :"ليس للجيش أي عداوة مع أي منطقة أو عشيرة. كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات."
فهل سئمت منطقة بعلبك من "الزعران" المسيطرين على المنطقة وهل تعبت من ارتداء اللون الأسود على أولادها ضحايا غياب الدولة عن منطقتهم؟
أحد كبار عشيرة آل زعيتر يشرح في حديث لـlebanonOn، أن الغالبية الكبرى من أهالي المنطقة ينتظرون اليوم الذي ستضع فيه الدولة يدها على جميع المجرمين الذين أخذوا منطقتهم أسيرةً لهم وجعلوا منها مخزناً لسمومهم ومخدّاراتهم و أسلحتهم.
وأضاف أنه اليوم وفي حين ان الجيش موجود في المنطقة و بالرغم من اطلاق النار الناتج عن الاشتباكات، فأهالي المنطقة يشعرون بأمان وقال:" نايم و باب بيتي مفتوح وببعت ابني عالطريق من دون ما اعتل همّ اذا شي ابن حرام رح يبيعوا مخدرات أو انو ينصاب برصاصة طايشة لأنو أول ما وصل الجيش لعنّا، تضبضبوا كل الزعران".
أهالي منطقة بعلبك الهرمل، و ليس أهالي منطقة الشراونة فقط، يحتمون اليوم بالجيش و بالدولة التي من واجبها أن تتواجد في هذه المنطقة وأن تفرض قوّتها فيها، وان كان الخوف من المواجهات مع مطلوبين نابع من الخوف على ارواح العسكريين، فإن الخوف من انفلات الوضع في المنطقة وسيطرة هؤلاء على نمط حياة الناس اكبر... باجماع من كلّ الافرقاء.