عن "ليلة أمل" بيروت.. أسامة الرحباني: هي مقاومة ثقافية فكرية فنية.. هي تحدّ لثقافة الموت

خاص ON | مارون يمّين | Tuesday, May 31, 2022 10:29:00 AM

هي ليلة طال انتظارها. ليلة كان لا بدّ منها. ليلة أمل، ليلة قيامة لبنان من كبوته. ليلة نزعت فيها بيروت ورقة النعوة عن بابها، وحوّلت آلامها الى آمال بعيون من بقي فيها.
هو الأمل المستحق. الحياة المستحقة، الفرح المستحق، الفن المستحق والثقافة المستحقة والحضارة المستحقة. نستحقّ أن نستردّ ما سلبه منّا الوقت بفساد من يحكمنا.
فبينما كان الجميع ينتظر موعد التغيير في 15 ايار موعد الإنتخابات النيابية، كان التغيير الحقيقي في الثاني والعشرين منه. حفل يعيد الحياة الى العاصمة بيروت. قلب المقاييس. عاد بعقارب الساعة الى الوراء، الى عصر نهضة لبنان الفنية والثقافية.. أو ربمّا لا، دفع بها الى المستقبل، حيث أمنياتنا، وطموحنا بلبنان الزاخر بمفكريه، وفنانيه، ومثقفيه.

عن هذه الليلة، يحدّثنا المؤلف الموسيقي اسامة الرحباني، ويقول لـLebanonOn: " الحفل هو مقاومة ثقافية فكرية فنية، بوقت لا أحد يهتمّ فيه بهذه الأمور، فكان الحفل فرصة ليعيد روح الثقافة والفن بنفوس اللبنانيين، وليعطي المبدعين والمنتجين الشجاعة لخوض غمار العطاء الثقافي والفني بالرغم من كل الظروف التي نمرّ بها".

"النجاح منقطع النظير"، وهذا ما إلتمسه كل من تابع الحفل. "كنّا نعرف أنّنا عمِلنا وجهدنا كثيرا لتقديم افضل ما لدينا، لكنّنا لم نتوقّع هذا النجاح الكبير، خصوصا وأن الحفل نًقل على قناة الـMTV وتمكّن كل اللبنانيين في لبنان والخارج من متابعته"، يقول الرحباني.
ويضيف: "وصلتنا الأصداء من أميركا وكندا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وايطاليا، وكل افريقيا، ومن الدول العربية. لقد وردتنا عشرات الرسائل والاتصالات المبارِكة. واللافت أيضا، هو التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي طيلة فترة الحفل وما بعده".

ويتابع: "قدمنا العمل من القلب وبشكل مجاني لكلّ الناس، والفن الذي نقدمّه هو صلة وصل بين الشرق والغرب خصوصا بوجود الفنانة هبة طوجي بموهبتها وصوتها وشكلها، وبالمحتوى الموسيقي والشعري في الأعمال التي قدمناها، بالاضافة الى وجود الاوركسترا الضخمة، ومشاركة الموسيقي العالمي ابراهيم معلوف، ومفاجأة السهرة الفنانة اليسا والفنان نادر خوري".
أسف رحبانيّ كبير...

لا يخفي اسامة الرحباني أسفه من أنّ البعض يريد أن يأخذ لبنان الى أماكن أخرى، ويؤكّد أنّ "الدولة هائمة بثقافة الموت في لبنان. والمقصود بثقافة الموت هو عدم الاهتمام بالإنسان، والثقافة، والتخطيط، والفن؛ وكل هذه المجالات للأسف مهمّشة في لبنان في حين نرى أكبر هموم المسؤولين هو أن يحصد نائبا او وزيرا او منصبا في الدولة"، معتبرا أنّ "الموسيقى والفن والحضارة هي الوجه المشرق للبنان امام كل العالم، وهذا ما نسعى الى ابرازه دائما في اعمالنا".

وما يزيد من اسف الرحباني هو أنّ "كلّ الاحزاب، وكلّ المسؤولين، وكلّ النواب والوزراء، لا احد فيهم لديه خطة للنهوض الثقافي". إنّه أمر مؤسف بالفعل.
ومستشهدا بمقولة "تريد ان تقتل شعبا اقتل ثقافته"، يشرح اسامة الرحباني كيف أن الثقافة تُقتل في لبنان، ويُقتل معها الشعب؛ "انا غير متأمل بأيّ دور رسمي أو من قبل الدولة في هذا المجال، ومن هنا تخرج دائما المبادرات الفردية".

وفيما تتضعضع النخب في لبنان، بفِعل إهمالها نتيجة الأزمات التي نعاني منها، ونوعية المسؤولين الذين يحكموننا، يبقى الهمّ الثقافي موجودا عند أسامة الرحباني، كونه احد المؤثرين في المجتمع اللبناني، ونظرا للخلفية التي أتى منها. وعن هذا الأمر يتحدّث لموقعنا: "دائما عندي همّ أن تكون هناك حركة ثقافية، فهذا الأمر يدفع بالناس إلى التواصل مع بعضها بعيدا عن المشاحنات الطائفية، والحزبية، والسياسية، من هنا تبرز المشكلة الاساسية في لبنان، بأنّنا لا نتواصل مع بعضنا، وبلحظة يتحوّل كل مثقف ومتحضّر الى بربري ومتوحّش، كأنّنا نعيش في شريعة غاب".
"غير معقول هو هذا التنقاض الكبير"، ويتابع: "عندما نقول انّه يتوجّب ان يتغيّر النظام نعني الـsystem، وليس بمعنى أن ننتقل من نظام جمهوري الى نظام ملكي أو... فأي شكل من اشكال هذه الأنظمة لن يجد سبيلا له في لبنان لأنّ الـsystem أقوى منه".

إليسا مفاجأة الحفلة
بالعودة الى الحفل، يخبر اسامة الرحباني أنّ "الفكرة بدأت من عندي، ومع هبة وابراهيم، وبدأ الفريق يتوسّع، وكلّ ساهم بطريقته، لكن الأهم في ترابط هذه الدائرة من التعاون، هو عامل الثقة. وهنا لا بدّ من الحديث عن الدور الذي تمثّله هبة طوجي والاحترام الذي تحظى به وتوجّهها الفني، وهي فنانة جامعة لكل اللبنانين وليست مع فريق ضدّ آخر".

ويتابع: "الادارة بالنسبة لي هي أهم شيء، امّا مسألة المال فآخر همّي، وأصرّيت ان يكون الدخول مجانيا وان تخرج الناس من الحفل متعطّشة للمزيد من الفنّ والفرح والثقافة، وهذا ما حصل. أمّا التنسيق لناحية بطاقات الحفل المجانية فكانت "ولا احلى من هيك" والتنظيم كان رائعا، إذ دخل 5200 شخص إلى مسرح الفوروم، ولمدة ساعة وربع، لم يسجّل اي إشكال حتى لو بسيط".

وعن إختيار النجمة إليسا لتكون مفاجأة الحفلة، يشير أسامة الرحبانة الى أنّ "اليسا صديقة منذ العام 1999، نسهر ونحضر حفلات سويا، وبحسب الاحصاءات هي الرقم واحد في العالم العربي من خلال نوع الفن الذي تعتمده؛ وعندما عرضت الفكرة عليها وافقت على الفور ، وأؤكّد ألّا علاقة للـMTV بالموضوع".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا