باميلا فاخوري - خاصّ موقع LebanonOn
يتطلّع رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى ولايةٍ جديدة يكرّس نفسه فيها اللاعب الأكبر في رقعة الشطرنج السياسية و"مدوّر الزوايا" في المجلس النيابي. وإذ صدحت أصواتٌ برلمانية معادية لسياسته وسلطته في المجلس بخاصّة مع شبه إجماعٍ من قوى معارضة له، يبدو وصوله إلى كرسّيه من جديد عسيرًا وغير ذات نصرٍ على مستوى الأصوات بخاصّةٍ مع التلويح بمرشحين من مثال النائب عناية عز الدين. فهل تغدو الأصوات المعارضة له من مرشحين منافسين وأوراقٍ بيضاء مجرّد تسجيلاتٍ لمواقف لا تؤثر في النتيجة الانتخابية؟ هل يقبل بري فوزه بأصواتٍ ضئيلة؟ وكيف تقرأ كتلة التنمية والتحرير الورقة البيضاء؟ وكيف سيتعاطى بري مع المجلس الجديد بمكوناته المعارضة منها والموالية؟ عن هذه الأسئلة وأكثر يجيبنا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم.
يشير هاشم في حديثه لموقع LebanonOn إلى أنّ "الظروف تختلف اليوم عما سبق من مراحل وعن الانتخابات النيابية السابقة. فخارطة جديدة سترسم للمجلس النيابي الجديد. ويجب أن نتعاطى مع ما أفرزته الانتخابات بواقعية وموضوعية، وموضوع الاصوات مرتبط بالمواقف السياسية ومكونات المجلس وانتماءات أعضائه وتوجهاتهم. فأمرٌ طبيعي أن لا يحظى الرئيس بري بعدد الأصوات التي اعتادها".
هذا وشدد على أنه "لا بدّ من التعاطي مع الموضوع بواقعية. طبعًا، كون الرئيس هو المرشح الوحيد لمنصب رئاسة مجلس النواب يعتبر فائزًا بالتزكية طالما أن لا منافس له، إنما طبعًا نحن محكومون بآلية ليصار إلى انتخابه وفق النظام الداخلي لمجلس النواب".
وأضاف: "نتطلع إلى تأمين اكبر عدد ممكن من الأصوات، وهذا ما تقوم به كتلة التنمية والتحرير كون رئيس الكتلة نفسه هو مرشحها لرئاسة المجلس، فالكتلة تجري اتصالاتها على المستويات كافّةً".
وقال: "لا أعتقد أخلاقيًَا أن يتمّ ترشيح اسم آخر من أيٍّ من الكتل النيابية لمواجهة الرئيس برّي، ولم يتمّ البحث في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد".
بالموازاة نبّه هاشم إلى أنّ "الرئيس بري لا يتعاطى بمنطق الكيدية أو الفئوية من موقعه كرئيس للمجلس النيابي، والمراحل السابقة كانت خير دليلٍ على ذلك. فتعاطيه لم يتأثر بتاتًا مع من لم يقترعوا لصالحه من النواب، ذلك أنه يبدّي مصلحة المجلس وتسيير أموره على كلّ شيءٍ آخر. وهذا سيكون لبّ العلاقة بين الرئيس بري ومختلف مكونات المجلس النيابي الجديد أكانت مواليةً أم معارضة له".
وأضاف: "نقرأ الورقة البيضاء على أنها تعبيرٌ عن موقفٍ يقرّ بغياب أي مرشح يستوفي الشروط المتوخاة لرئاسة المجلس النيابي، فلا هو محاباة وجوهٍ أو رفضٌ لكيدياتٍ معينة".
كما نبّه هاشم إلى أنّ "الرئيس بري سيتعاطى مع المجلس النيابي الجديد بمرونته المعهودة وهو متبصّر لنتائج الانتخابات وللآليات الدستورية وعلى هذا الأساس سيتعاطى مع النواب المنتخبين".
وأشار في الختام إلى أنّ "طبيعة العمل السياسي والمصلحة السياسية ستفرض طبعًا تحالفات وتوافقات مع كتل نيابية معينة دون سواها".