مارون ناصيف - خاص LebanonOn
وكأن رئيسة الكتلة الشعبية في زحله السيدة ميريام سكاف قد قطعت وعداً على نفسها بإنهاء الحالة السياسية التي أسّس لها زوجها الراحل الياس سكاف، وفي أسرع ما يمكن !
هذا الإعتقاد السائد في البقاع ولا سيما في عروسه زحله، ليس نابعاً من حقد على سيدة الكتلة الشعبية الأولى بل يستند الى وقائع وأرقام تؤكد وبما لا يقبل الشك أن الحيثية السياسية التي تركها الوزير والنائب السابق لزوجته تتلاشى يوماً بعد يوماً وأرقامها تتراجع مع كل دورة إنتخابية نيابية كانت أم بلدية.
فعلاً، هل قررت سكاف إنهاء الحالة السياسية المعروفة بـ"الكتلة الشعبية" وكي تصل الى مبتغاها تقوم ما تقوم به ؟ !
تخيلوا أن رئيسة الكتلة الشعبية شكّلت لائحة في الإنتخابات النيابية الأخيرة مع مجموعات من الشخصيات المستقلة، وعندما صدرت نتائج فرز الأصوات، تبين أن أحد المرشحين على لائحتها حصل على مجموع أصوات أعلى من تلك التي نالتها سكاف رئيسة اللائحة والكتلة الشعبية في آن معاً !
نعم لقد أعطت صناديق الإقتراع في دائرة البقاع الأولى التي تضم زحله وقرى البقاع الأوسط، سكاف 4825 صوتاً بينما كانت حصة حليفها على اللائحة المرشح عن المقعد السني محمد شفيق حمود 5869 صوتاً !
علماً أن حمود، وهو إبن بلدة مجدل عنجر، يخوض المعركة الإنتخابية للمرة الأولى وليس من أصحاب السير الذاتية الحافلة سياسياً.
تخيلوا أن سكاف نفسها نالت في إنتخابات العام 2018 وفي الدائرة ذاتها 6348 صوتاً تفضيلياً بينما تراجعت أصواتها التفضيلية في دورة العام 2022 الى 4825 صوتاً أي بتراجع 1523 صوتاً عن الدورة الماضية، ومن هنا يُطرح السؤال، هل هدف سكاف الحقيقي إنهاء الحالة السياسية التي أسس لها صاحب لقب "الآدمي" أي الوزير والنائب السابق الياس سكاف ؟
في السياسة، كما كل تجربة في الحياة من الصفوف الإبتدائية في المدرسة وصولاً الى الجامعة والمجتمع، يسعى الإنسان الى النجاح والتقدم ولو خطوة الى الأمام، أما سكاف فيبدو أنها تهوى السقوط والخسارة تلو الأخرى لا بل أكثر من ذلك، تتعمّد التراجع خطوات الى الوراء !
تسقط لائحتها سقوطاً مدوياً في إنتخابات زحله البلدية في العام 2018 ضد لائحة تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ثم تعود وتسقط سقوطاً آخراً في إنتخابات زحله النيابية السابقة، وها هي تكرر هذا السقوط في دورة العام 2022 وكأن شيئاً لم يكن بالنسبة اليها !
أما الأغرب من كل ما تقدّم، فهو أنها وعشية كل دورة إنتخابية تتعاطى مع الأفرقاء خلال مفاوضات التحالفات بفوقية مفرطة تجعل من يتفاوض معها يُصدّق ولو للحظة أن لائحتها تملك الحاصل الإنتخابي وأنها على الصعيد الشخصي تحجز مقعدها سلفاً وقبل فتح صناديق الإقتراع !
هذه الفوقية التي تعتمدها سكاف لا تفرق بين حزب أو تيار سياسي وبين مجموعة مدنية من مجموعات إنتفاضة "17 تشرين" وأخرى، فالجميع سواسية على صعيد فوقية "الستّ".
تقفل مكاتبها في زحله على مدى أربع سنوات وقبل الإنتخابات بشهرين، تعود الى هذه المكاتب بنبرتها العالية التي "هَشّلت" أكثرية من كانوا ضمن الدائرة الضيقة جداً لزوجها! وهل هناك من يسأل بعد في زحله، لماذا تتراجع الكتلة الشعبية مع طلوع كل فجر؟