مارون ناصيف
وفي اللحظات الأخيرة خرق وليام طوق المتحالف مع تيار المرده لائحة القوات اللبنانية في بشري على حساب النائب جوزيف اسحق. خرق نزل نزول الصاعقة على القيادة القواتية وماكينتها الإنتخابية التي عملت منذ اليوم الأول لتحضيرها العملية الإنتخابية، على عدم حصول هذا الخرق نظراً لرمزية بشري بالنسبة الى القوات والقواتيين.
المتابعون لما حصل في دائرة الشمال الثالثة يعتبرون أن الخرق في بشري حصل لسببين: أولهما ناتج عن سوء تقدير لدى الماكينة الإنتخابية القواتية وثانيهما متعلق بعملية توزيع الأصوات التفضيلية في بشري بين إسحق والنائب ستريدا جعجع.
بالنسبة الى سوء التقدير، عملت ماكينة القوات اللبنانية في دائرة الشمال الثالثة ومنذ فتح صناديق الإقتراع في الخامس عشر من أيار على إعتبار أنها ستفوز بأربعة مقاعد في الدائرة، مقعدان في بشري لجعجع واسحق، مقعد في الكورة لفادي كرم ومقعد في البترون لغياث يزبك. وبما أن الماكينة القواتية لم تضع ضمن حساباتها إحتمال خسارة مقعد من المقاعد الأربعة، تركت عملية توزيع الأصوات تسير بشكل عادي وأعطت كل ما لديها من أصوات في الكورة لكرم وفي البترون ليزبك وهذا ما إنعكس سلباً في نهاية العملية الإنتخابية على النتيجة التي أدت الى خرق طوق للائحة القوات في بشري.
لو تنبهّت القوات لهذا الأمر، كان بإمكانها أن تعطي زميلة يزبك على اللائحة أي ليال نعمه حوالى 1500 صوت من أصوات يزبك، عندها يصبح مجموع أصوات يزبك 9595 بدلاً من 11094 وتنخفض نسبة أصواته التفضيلية في البترون من 33،098 % الى 28،62% وبالتالي ينخفض ترتيبه على لائحة القوات من المرتبة الثالثة الى المرتبة الرابعة وينتقل إسحق الحاصل على نسبة 31،324% من اصوات بشري من المرتبة الرابعة الى المرتبة الثالثة ويفوز مع كرم وجعجع. وفيما لو كانت القوات تريد أن تحتفظ بفوز يزبك وفي الوقت عينه لا تريد أن تخرق لائحتها في بشري كان بإمكانها أن تحرم كرم من ألف صوت في الكورة وتعطي هذه الأصوات لأي مرشح كوراني آخر على لائحتها، عندها كان الفوز سيكون من نصيب جعجع واسحق ويزبك على حساب كرم.
أما السبب الثاني الذي كان وراء خرق لائحة القوات في بشري، فيعود الى توزيع الأصوات التفضيلية من قبل القوات بين جعجع واسحق منذ ما قبل الإنتخابات النيابية بأسابيع، وهذا يعود طبعاً الى تخوف قيادة القوات من خسارة جعجع في عرينها وحماية فوزها بكل ما لديها من قوة إنتخابية.
جعجع نالت في بشري 7924 صوتاً تفضيلياً بينما نال اسحق 6391 صوتاً فقط أي بفارق 1533 صوتاً لصالح جعجع.
في دورة العام 2018 أعطت القوات جعجع 6677 صوتاً في بشري مقابل 5990 صوتاً، يومها لم يكن الفارق بينهما أكثر من 687 صوتاً فقط . في العام 2022 ضاعفت القوات هذا الفارق وحبة مسك ورفعته من 687 صوتاً الى الـ1533 صوتاً وهذا ما يفسّر هلع القوات عشية الإنتخابات من خسارة جعجع في بشري والعمل على ضمان فوزها بهذه الطريقة على حساب إسحق وحتى لو كان ذلك على حساب خرق وليام طوق للائحة القوات في قلعتها الإنتخابية.