خاصّ موقع LebanonOn - مارون ناصيف
في الإنتخابات النيابية المرتقبة في الخامس عشر من أيار المقبل تتجه الأنظار الى الدوائر ذات الأكثرية السنية لناحية عدد الناخبين كعكار وطرابلس – المنية – الضنية وبيروت الثانية والبقاع الغربي – راشيا وحتى الى الدوائر التي تضم عدداً كبيراً من الناخبين السنة كصيدا – جزين وبعلبك الهرمل وزحله، كل ذلك لمعرفة مدى تأثير نسبة الإقتراع لدى الناخبين السنة على النتائج خصوصاً في ظل غياب تيار المستقبل عن المعركة وهو الفريق الأكثر تمثيلاً لدى السنة.
أفرقاء سياسيون كثر سيتضررون من إنخفاض نسبة الإقتراع لدى الناخبين السنة، وهو أمر متوقع حصوله في ظل الكباش السياسي القائم داخل قيادات الطائفة، ولكن هناك بين هؤلاء الأفرقاء من سيضرر أكثر بكثير من الآخر بسبب إنخفاض نسبة الإقتراع السنية.
من يتصدر لائحة المتضررين من إنخفاض نسبة الإقتراع الناتجة عن تعليق تيار المستقبل عمله السياسي ومن عزوف رؤساء الحكومات السابقين عن الترشح، هي لوائح نواب وشخصيات تيار المستقبل الذين قرروا خوض المعركة الإنتخابية ترشيحاً خلافاً لقرار الحريري. لماذا؟
لأن الناخبين السنة يشكلون الرافعة الأساسية للوائحهم لا سيما في عكار وطرابلس وبيروت الثانية والبقاع الغربي راشيا. وهنا المقصود تحديداً لائحة الثلاثي وليد البعريني هادي حبيش ومحمد سليمان في عكار ولائحتي تحالف مصطفى علوش- سامي فتفت وتحالف كريم كباره - نجيب ميقاتي في طرابلس وكذلك لائحتي نبيل بدر وخالد قباني في بيروت المدعومة من الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة.
من يحتل المرتبة الثانية على لائحة المتضررين هو حزب القوات اللبنانية المتحالف مع مرشحين يدورون في كنف تيار المستقبل بهدف تأمين أصوات سنية لبلوغ الحاصل الإنتخابي أو للفوز بمقعد ثان أو ثالث في هذه الدائرة أو تلك. وفي هذا السياق، تراهن القوات على مرشحها زيدان الحجيري في دائرة بعلبك الهرمل لدعم لائحتها بأصوات سنية من بلدته عرسال كي تتمكن من الوصول الى الحاصل الإنتخابي وكي تضمن فوز مرشحها في هذه الدائرة النائب أنطوان حبشي. كذلك تراهن القوات على بلال الحشيمي في دائرة زحله وهو المرشح على لائحتها عن المقعد السني والمدعوم كما الحجيري من الرئيس السنيورة، كي تفوز بمقعد ثانٍ في الدائرة إضافة الى مقعد النائب جورج عقيص الكاثوليكي والمحسوم لصالح القوات. كذلك في صيدا - جزين، لا يمكن للائحة القوات أن تبلغ الحاصل إلا إذا حصد حليفها يوسف النقيب في صيدا عدداً كبيراً من أصوات تيار المستقبل والنائب بهية الحريري الذي كان النقيب في الدورة السابقة مدير ماكينتها الإنتخابية.
أيضاً سيتضرر النائب محمد القرعاوي في البقاع الغربي – راشيا وهو حليف النائب الإشتراكي وائل أبو فاعور من إنخفاض نسبة التصويت السني، وقد يؤدي ذلك الى خسارته مقعده وفوز أبو فاعور فقط إذا لم تتمكن لائحتهما من الحصول على أكثر من حاصل واحد بسبب إنخفاض نسبة التصويت السني.
في المقابل ستستفيد من هذا الإنخفاض في التصويت في حال حصوله، كل لائحة لا تتكل بشكل أساسي على الناخبين السنة، وعلى هذا الوتر يلعب السنيورة وحلفاؤه لشد العصب وتشجيع الناخبين على عدم البقاء في منازلهم يوم الإستحقاق.