كتب مارون ناصيف في موقع LebanonOn
أكثر من حرج هو الوضع الإنتخابي لنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي المرشح عن المقعد الأرثوذوكسي في دائرة البقاع الغربي - راشيا.
أكثر من حرج هو الوضع الإنتخابي للفرزلي في دورة العام 2022 لأكثر من سبب وسبب، أبرزها أنه مرشح على لائحة تجمع مروحة من الأقوياء في الدائرة وبالتالي هو في نهاية المطاف شخصية منفردة لا رئيس حزب أو تيار سياسي ولا يحظى بدعم هذا الحزب أو ذاك. كل ما يتكل عليه هو رصيده الشخصي الذي راكمه خلال سنوات تولّيه مقعده النيابي إضافة الى الدعم المعنوي الذي يتلقاه دائماً من صديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
في الدورة الماضية فاز الفرزلي بمقعده النيابي بعد ترشّحه على لائحة الوزير السابق عبد الرحيم مراد ونال 4899 صوتاً تفضيلياً.
من يعرف بكواليس دائرة البقاع الغربي راشيا يعرف تماماً أن نسبة تفوق الـ50% من الأصوات التي حصل عليها الفرزلي في العام 2018 تعود لمناصري ومحازبي التيار الوطني الحر الذين صوتوا للفرزلي أولاً لأن لائحة تحالف مراد مع ثنائي حزب الله وحركة أمل لم تكن تضم مرشحاً عونياً أو مقرباً من التيار، وثانياً بسبب التفاهم السياسي الذي كان قائماً يومها بين قيادة التيار والفرزلي والذي ترجمه الأخير بعد الإنتخابات بإنضمامه الى تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل قبل أن يعود وينسحب منه لاحقاً بسبب الخلاف السياسي الذي وقع بينه وبين التيار.
العونيون الذين صوتوا للفرزلي في الدورة الماضية لن يكرروا فعلتهم هذه المرة أولاً بسبب الطلاق الذي وقع بين التكتل والرجل وما تبعه من تطاول قام به الفرزلي عبر وسائل الإعلام على التكتل ورئيسه وعلى عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وثانياً لأن للتيار في هذه الدورة مرشح حزبي على لائحة مراد هو منسق البقاع الغربي راشيا شربل مارون.
وسط هذا المشهد، تأتي إستطلاعات الرأي لتؤكد أكثر فأكثر أن وضع الفرزلي إنتخابياً هو أكثر من حرج، كيف؟
لأن نتائج هذه الإستطلاعات تعطي الفزرلي المرتبة الرابعة على لائحة حسن مراد بعد مراد الذي يحل دائماً بالمرتبة الأولى وقبلان قبلان مرشح حركة أمل الذي يأتي بالمرتبة الثانية وشربل مارون الذي يتقدم على الفرزلي بمرتبة كونه يحلّ في المركز الثالث.
ما هو محسوم بالنسبة الى لائحة حسن مراد هو حصولها على ثلاثة حواصل ما يعني أنها ستفوز بثلاثة مقاعد مؤكدة. اما المقعد الرابع فهو غير مضمون بعد وإذا فازت به لائحة مراد فسيكون من خلال الكسر الأعلى. هذا الكسر الأعلى ستحسمه نسبة الإقتراع وما يمكن أن يستقطبه مراد شخصياً من الأصوات الـ15111 التي نالها والده في دورة العام 2018.
لكل ما تقدم من المتوقع أن يكون الفوز الأكيد لصالح مراد وقبلان ومارون، بينما سيبقى فوز الفرزلي بالمقعد الأرثوذوكسي رهن عمليات فرز الأصوات. كل ذلك إذا لم ندخل بلعبة تجيير الأصوات من قبل حركة أمل للفرزلي وما يمكن أن يقابلها من عملية تجيير مضادة من قبل حزب الله لمارون. عندها يختلط الحابل بالنابل وتصبح الكلمة الفصل فقط لفرز المغلفات المرمية داخل صناديق الإقتراع.