خاصّ موقع LebanonOn - مارون ناصيف
قد تكون إنتخابات العام 2022 المرتقبة في الخامس عشر من أيار المقبل من بين الدورات الأصعب بالنسبة الى حزب الطاشناق الأكثر تمثيلاً لدى الطائفة الأرمنية.
هي الدورة الإنتخابية الأصعب على الحزب الأرمني ليس لسبب أن تمثيله الشعبي قد تراجع، ولا لأن ماكينته التي لطالما إشتهرت بتنظيمها لم تعد قوية ومنظمة بل بسبب لعبة التحالفات وحسابات حلفائه التي جعلته يخوض معارك طاحنة على كل المقاعد التي يترشح عنها.
فمنذ متى كان فوز الأمين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان غير محسوم في دائرة المتن الشمالي كما هو الحال عشية إستحقاق أيار المقبل؟
بقرادونيان نقل ترشيحه من لائحة التيار الوطني الحر الى لائحة ميشال الياس المر خوفاً من أن تحصل لائحة التيار على حاصلين فقط ومن فوزها بمقعدين فقط لصالح النائبين ابراهيم كنعان والياس بو صعب. ولكن من قال إن فوز بقرادونيان مع المر محسوم؟ لا أحد
فماذا لو حصلت لائحة المر - الطاشناق التي تحالفت مع مرشح الحزب القومي (فرع الروشة) أنطوان خليل على حاصل وكسر أدنى لا أعلى، وحسمت لصالحها مقعداً واحداً فقط؟ وماذا لو تمكن المر من الحصول على أصوات تفضيلية تفوق تلك التي حصل عليها بقرادونيان؟ عندها يخسر الثاني ويفوز الأول بمقعد الروم الأرثوذوكس.
في زحله حيث يملك الطاشناق حوالى 2000 صوت أرمني، رهان الحزب الأرمني هو على الكسر الأعلى الذي يمكن أن تحصل عليه اللائحة التي تجمعه بحزب الله والتيار الوطني الحر لحجز مقعد مرشحه الوزير جورج بوشكيان. لماذا على الكسر الأعلى؟
لأن مرشح حزب الله رامي أبو حمدان سيحل أولاً حكماً وبالتالي سيفوز، ولأن مرشح التيار النائب سليم عون سيحل ثانياً الأمر الذي يرفع حظوظه بالفوز بالمقعد الماروني، عندها إذا تمكنت اللائحة من نيل حاصلين وكسر أعلى يذهب مقعد الأرمن الأرثوذوكس لصالح بوشكيانن وإذا كان كسرها أقل من كسور باقي اللوائح التي نالت الحاصل الأول، يخسر بوشكيان ويفوز المرشح الأرمني المرشح على اللائحة التي نالت الكسر الأعلى وقد يكون هذا الفوز بعشرات أو مئات الأصوات كما حصل مع النائب ادي دمرجيان عام 2018 يوم فاز بالمقعد الأرمني في زحله بـ77 صوتاً فقط.
كذلك في دائرة بيروت الأولى حيث أبقى حزب الطاشناق على تحالفه مع التيار الوطني الحر، يبدو أن معركته هناك ستكون قاسية، لماذا؟ لأن ما هو متوقع للائحة التيار – الطاشناق هو الفوز بمقعدين واحد لمرشح التيار عن مقعد الروم الكاثوليك نقولا صحناوي، وواحد للطاشناق عن مقعد من المقاعد الثلاثة المخصصة للأرمن الأرثوذوكس. الفوز بمقعد وحيد للطاشناق في عاصمة الأرمن أي بيروت الأولى، ليس هدفاً بالنسبة الى القيادة في برج حمود، وهو أمر غير مقبول أبداً، لذلك يتم التركيز في الخطة الإنتخابية على كيفية ضمان مقعد أرمني ثان للطاشناق في الدائرة، والمدخل الى هذا الفوز لا يمكن أن يكون إلا برفع نسبة الإقتراع الأرمنية التي سجلت في بيروت الأولى 25% وفي كل لبنان معدلاً وسطياً لم يتخطّ الـ 26% في دورة العام 2018 وهي النسبة الأدنى مقارنة بباقي نسب الإقتراع لدى الموارنة والأرثوذوكس والكاثوليك وكذلك لدى السنة والشيعة والدروز.
إذاً هل سيتمكن الطاشناق من رفع نسبة الإقتراع الأرمنية لضمان فوز أكبر عدد ممكن من مرشحيه وأقله فوز بقرادونيان في المتن وبوشكيان في زحله وإثنين من المرشحين الأربعة في بيروت الأولى؟
الجواب في الخامس عشر من أيار المقبل.