باميلا فاخوري - خاصّ موقع LebanonOn
يتّجه الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون بزخمٍ وثقة إلى خوض المعركة الرئاسية من جديد ساعيًا لولاية جديدة في الايليزيه. أيامٌ ثلاثة تفصل العالم عمومًا والفرنسيين خصوصًا عن الاستحقاق الرئاسي الذي قد يغيّر في السياسة الفرنسية الداخلية والخارجية.
وإذ تحتدم المعركة مع منافسةٍ شرسة لطالما راودها حلم الرئاسة مرارًا من دون أن يحالفها الحظ، ها هي تهزّ عرش ماكرون.
وبحسب التوقعات، فمن المحتمل أن يحصل ماكرون على 56 في المئة من الأصوات، في حين لوبين على 44 منها في الجولة الثانية.
ووفقاً للبيانات الأخيرة التي أصدرتها مؤسسة "إيفوب" لاستطلاعات الرأي، فإنّ الفجوة بين الخصمين لا تتعدّى النقاط الخمس.
وكما هي الحال دائماً عندما يُرجّح فوز اليمين المتطرف، تعود الدعوات إلى تكوين سدّ أو جبهة جمهورية للحؤول دون سقوط فرنسا في قبضة التطرّف.
وإذ يرى اليسار في صعود التطرف خطراً على الجمهورية الفرنسية، فإنّ ماكرون يصبّ جهوده أيضاً في اتجاه تنشيط شعار مكافحة التطرّف على اعتبار أنّ ترشيحه هو الأمل الوحيد للحؤول دون فوز مارين لوبن.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ ماكرون في حملته الانتخابية لا يركز بشكلٍ رئيسي على الشؤون الفرنسية الداخلية بل على دورٍ تلعبه فرنسا عالميًّا بخاصّةٍ في منطقة الشرق الأوسط في ظلّ النظام العالمي الجديد الذي كشف عنه في خطابٍ سابق، هو الذي أدرج لبنان ضمن أولوياته الانتخابية واعدًا باجتراح حلولٍ له، ليبدو ماكرون كالرئيس القوي.
أما لوبن، فتركز حملتها على القوة الشرائية التي تمثل الشاغل الأول للفرنسيين، وقد زادت حظوظها في الجولة الأولى بنقطة مئوية لتبلغ نوايا التصويت لصالحها 21 في المئة. كما على رفضها للإسلام والتطرف الإسلامي واعدةً الفرنسيين بحظر الحجاب في الأماكن لما هو في نظرها تقدّمٌ للأصولية.
على صعيد آخر، وفي مقابلة تلفزيونية نقلها موقع صحيفة فيجارو، كان قد تحدث إيمانويل ماكرون عن المشروعات الكبرى التي يرغب في معالجتها إذا أعيد انتخابه لولاية ثانية، قائلًا: "أريد أن أطلق مشاريع المدارس الكبرى، والصحة، والتقاعد، والحكم الذاتي، والعدالة من السنة الأولى، وبالنسبة للمعاشات التقاعدية، ستكون هناك مرحلة من التشاور مع الشركاء الاجتماعيين".
ماذا لو فازت لوبن؟ وكيف لفوزها أن ينعكس على السياسة الفرنسية تجاه لبنان؟ هل يخرج لبنان من الحضن الفرنسي التاريخي؟
تبدو لوبن بعيدةَ عن السياسة اللبنانية والهم اللبناني على الرغم من زيارتها للبنان في العام ٢٠١٧ ضمن إطار حملتها الانتخابية الرئاسية وإحداثها بلبلة كبيرة بعد رفضها وضع الحجاب في حضرة مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان وفقًا للبروتوكول كما تجري العادة.
لوبين إن حلّت رئيسةً للجمهورية الفرنسية فإنها فرصة لبنان بأموال الصندوق الفرنسي -السعودي التي وعد بها ماكرون اللبنانيين ستضيع ذلك أنّ لوبن ليست قريبةَ من المملكة العربية السعودية على غرار ماكرون الذي تربطه بها صداقةٌ وطيدة.
مع مجيء لوبن فإنّ لبنان سيخسر الدعم الفرنسي القوي أو أقله لن يكون ابنها المدلل.
بأية حالٍ يبقى ماكرون واثقَا من نجاحه وكأنه ضمن لنفسه كرسيّ الايليزيه بخاصة انه يلعب دورًا بارزًا إلى اليوم في الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا ومجيء البابا فرنسيس إلى لبنان. وعلمًا أنّه لمن المبالغة من قبله وعد اللبنانيين بابتكار حلولٍ تبقى العبرة في التنفيذ والأجدى أن نقول إنّ الحلول جاهزة ومتوفرة لمن يريد فقط!