مارون ناصيف - خاصّ موقع LebanonOn
قبل إقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات، كانت دائرة بعبدا التي تضم ستة مقاعد من الدوائر التي تتجه نحوها أنظار قوى المعارضة ومجموعات إنتفاضة "17 تشرين"، وتحديداً نحو المقعد الماروني الثالث فيها. لماذا المقعد الماروني الثالث؟
الجواب، أولاً لأن المقعدين الشيعيين محسومان لصالح مرشحي ثنائي حزب الله وحركة أمل النائبان علي عمار وفادي علامة.
وثانياً لأن المقعد الدرزي محسوم لمرشح الحزب الإشتراكي النائب هادي أبو الحسن.
وثالثاً لأن المقعد الماروني الأول محسوم لنائب القوات بيار أبو عاصي والثاني لنائب التيار الوطني الحر آلان عون.
وحده مقعد النائب حكمت ديب الذي إستقال من التيار بسبب خلافه مع رئيسه النائب جبران باسيل وبسبب عدم تبنّي ترشيحه من القيادة البرتقالية، الذي شكّل محط أنظار قوى المعارضة للفوز به إذا تمكنت من بلوغ الحاصل الإنتخابي، في وقت يسعى التيار بكل ما لديه من قوة إنتخابية للمحافظة عليه، وقد رشح إبن بلدة الحدت الدكتور شادي واكد في محاولة منه لإبقاء مقعد الحدت فيها وعلى طاولة تكتل لبنان القوي.
كل ذلك، كان قبل منتصف ليل الإثنين الفائت، وقبل أن تسجل في بعبدا سبع لوائح ليتبين أن خمسة منها ترفع شعار المعارضة. لائحة "بعبدا التغيير" التي تضم المحامي والناشط واصف الحركة، لائحة "بعبدا تنتفض" التي تضم قدامى التيار الوطني الحر نعيم عون ورمزي كنج، مع خليل الحلو، لائحة "قادرين" لمواطنون ومواطنات في دولة، ولائحة "نحنا التغيير" التي تضم ناشطين من 17 تشرين إضافة الى لائحة "معاً نستطيع" التي شكلها رئيس تجمع أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة عبدو سعادة.
فهل من عاقل يمكنه أن يتخيل بأن لائحة معارضة من اللوائح الخمس ستبلغ الحاصل الإنتخابي الذي وصل في بعبدا عام 2018 13078 صوتاً؟
الجواب بالتأكيد لا، لماذا؟
لأن لائحتي المعارضة في بعبدا عام 2018 أي كلنا وطني (نالت 4992 صوتاً) وسوا لبعبدا (نالت 5768 صوتاً) حصلتا على مجموع 10760 صوتاً وحتى لو إجتمعتا بلائحة واحدة، لما كانت هذه الأخيرة قادرة على بلوغ الحاصل، فكيف إذا كان أصوات المعارضين ستتوزع في العام 2022 على خمس لوائح؟
لكل ما تقدم يمكن وصف ما حصل في المقلب البعبداوي المعارض بالهدية الثمينة التي حصل عليها التيار الوطني الحر من ألدّ خصومه أي مجموعات "17 تشرين". لماذا؟ لأن أصوات التيار في الدائرة تفوق أصوات القوات اللبنانية هذا إذا إنطلقنا من أرقام دورة العام 2018 التي نال فيها مرشح القوات بيار أبو عاصي 13498 صوتاً بينما نال مرشحو التيار، أي آلان عون(10200 صوت) وحكمت ديب(4428 صوتاً) وناجي غاريوس(2916 صوتاً) 17544 صوتاً ما يعني أن الكسر الأعلى في الدائرة من المفترض أن يكون لصالح التيار إذا حافظ على أصواته، الأمر الذي سيسهل عليه الإحتفاظ بمقعد ديب لواكد خصوصاً عندما ينخفض الحاصل الثاني بسبب عدم تمكن لوائح المعارضة الخمس من بلوغ الحاصل.
فوز التيار بمقعد ثانٍ في بعبدا لن يكون في السهولة التي يتخيلها البعض والأمر يحتاج الى مجهود إستثنائي.
فماكينة القوات ناشطة جداً في القضاء وعينها على مقعد ثانٍ في الدائرة. وبالتالي، من سيكون الأكثر تنظيماً ونشاطاً لتجييش الناخبين لصالحه، سيفوز بالمقعد الماروني الثالث في بعبدا.