خاصّ موقع LebanonOn - باميلا فاخوري
بدأت إرهاصات التحالف الإماراتي-السوري تتظهر بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات، إذ يسعى النظام السوري إلى إعادة شرعيته في جامعة الدول العربية والاقتراب من الحاضنة العربية، والبحث عن دور أكبر في المنطقة، بخاصة في لبنان. وإذ تكثر في الآونة الأخيرة أحاديث عن تواصل سوري مع العديد من القيادات السياسية اللبنانية و توجهات لإعادة تفعيل الدور السوري في لبنان بدعم إماراتي.
وفي وقتٍ يتمّ الترويج فيه لرغبة سوريا في ملء الفراغ السياسي الذي تركته الرياض، هل يمكن أن يعود بنا الزمن إلى الوراء أي إلى أيام الوصاية السورية؟ هل تكون عرّابة السنة في لبنان؟ هل بات لبنان جائزة ترضية من الخليج إلى سوريا؟ ما هو الدور الذي ستلعبه دمشق على خط إمدادات الغاز العربي إلى أوروبا والعالم؟ هل سنشهد تحالفات إقليمية ودولية جديدة على وقع توقيع الاتفاق النووي؟
لقد أعادت سوريا في السنوات ال ١٠ الأخيرة ترتيب أصدقائها في لبنان بحسب ما يشير إليه الكاتب والمحلل السياسي غسان سعود لموقع LebanonOn.
ويضيف: "العديد ممن كانوا حلفاءها آنذاك لم يعودوا كذلك اليوم، كما بات لها أصدقاء جدد".
ولفت سعود إلى أنّ "السنوات العشر المقبلة ستضع سوريا أمام تحدٍّ جديد هو إعادة الإعمار وهي لا تسعى تاليًا إلى تدخّلاتِ تقليدية في المنطقة بخاصّةٍ لبنان، لا بل إن تدخلها قد يقتصر على مجرد توصيات وتأثيرات على مستوى محدود في الداخل اللبناني".
ويرى سعود أنّ "سوريا اليوم تغتنم الفرصة مع الإمارات لإعادة الإعمار ومواجهة التمدد التركي في بعض الأقاليم المحاذية لتركيا ما يصب أيضَا في خدمة السعودية ودول الخليج".
هذا وشدد على أنّ "من يعتقد أن سوريا ستنقلب على حلفائها لأجل مصلحةٍ لها مخطئٌ وهو لا يعرفها".
وأردف: "فالاستراتيجية السورية قائمة على عدم التفريط بحليفٍ لصالح آخر، وما ترمي إليه سوريا هو توطيد صلتها به وتعزيزها".
ونبّه سعود إلى أنّ "زيارة الأسد للإمارات لا تعني ضربًا للحزب أبدًا. فالحزب لا يفرض شيئًا على سوريا. أمّا سوريا فتطلب بشكل مباشر".
وقال: "للسوري "مونة" على بعض من مناطق عكار والبقاع الغربي. كما له دور وتأثير أيضَا في الساحة السنية كعكار والضنية والمنية والشوف".
على مقلبٍ آخر شدد على أنه "لا يمكن لنا أن تخايل عودة عقارب الزمن إلى مرحلة ما قبل ال ٢٠٠٥".
وفي الشق الانتخابي رأى سعود أنها "لا تعمل انتخابيًّا عبر وضع قيادات موالية لها في لبنان. وغير صحيح أنّ سوريا ستكون زعيمة السنة في لبنان وكل ما يتم تداوله في هذا الإطار مغلوط".
وتابع: "صحيحٌ أنّ سوريا بحكم "المونة" والجغرافيا قريبةٌ من السنة إنما لا يمكن لها أن تكون بديلة سعد الحريري".
وفي ما خصّ الغاز الغربي أوضح سعود أنه "لا يمكن لسوريا أن تكون نقطة مرور للغاز العربي لأوروبا ودول العالم لأنها على تنسيقٍ كاملٍ مع روسيا والحضور الروسي ثابتٌ في سوريا والخليج لم تتخذ موقفَا من الحرب الروسية -الأوكرانية وهي تاليًا تنزّه نفسها عن الحضور الروسي في سوريا. زد على ذلك أنّ الخليج تخاف من التمدد التركي فتلجمه عبر حضورها في سوريا عن طريق إعادة الإعمار".
وأكمل: "سوريا تريد للخليج أن تعيد إعمارها هي التي دمّرتها وهذا ما عبّرت عنه في وقتٍ سابق".
على صعيدٍ آخر، نبّه سعود إلى أنّ "الاتفاق النووي سيضع العالم أمام ٣ سنواتٍ من إنهاء الخصومة وهذا لا يعني حلفَا. وعلى إثر هذا الاتفاق ستنعم دول كأفغانستان والعراق واليمن وسوريا ولبنان بنوعٍ من الاستقرار الاقتصادي بفعل المساهمة الايرانية في إنمائها بخاصّة بعد رفع العقوبات. وعلينا نحن كلبنانيين أن نعلم كيف نستفيد من هذا الاتفاق عبر تلزيم شركات للإمدادات بالطاقة الكهربائية وحتى بناء معامل دواء وغير ذلك. أمام اللبنانيين ٣ سنوات للاستفادة من الموضوع على غرار الأعوام ٢٠١٧ و٢٠١٨. وننتظر ما ستؤول إليه السياسة فلربما نشهد اتفاق سلامٍ نهائي ينهي الخلاف بين إيران والأميركيين".
وعن مجابهة السياديين للمشاريع الايرانية في لبنان قال: "حجة السياديين ستكون ضعيفة لأنه لن يكون هنالك مانع قانوني امام الاستثمار الايراني".
وفي ما خصّ زيارة ميقاتي لقطر على هامش مؤتمر في الدوحة التي بدت ايجابية وعودته إلى مجلس الوزراء "مكهربًا"، اعتبر سعود أنه "تبيّن لميقاتي أنّ محاولته الدفاع عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لم يؤتى ثمارها بخاصة بعد تجميد الأصول في أوروبا".
وأضاف: "كان يهدد بالاستقالة مستخدمًا إياها ورقة ضغط واليوم ما عادت في حوزته وهو يحاول أن يخلق حالةً كيف يلفت الانتباه ويستعر الانظار".
واردف: "ما قام به عقب الجلسة مجرد رد فعل تعبيرًا عن حالته النفسية بعد ما أصاب صديقه سلامة".
وفي كلّ هذا متى يصبح لبنان مستقلًّا عن المزاجات والحسابات الاقليمية والدولية؟