باميلا فاخوري - خاص LebanonOn
بعمليّةٍ "نوعيّة" و"استباقية" تمكنت شعبة المعلومات تحت لواء وزارة الداخلية والبلديات من إحباط مخطط إرهابي داعشي ثلاثي خطير كان ليستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت المعروفة بمنطقة نفوذ حزب الله. وفي خلال العرض الذي قدمته الوزارة أمس عبر الإعلام عن تفاصيل العملية ورد بأنّ أحد الموقوفين في القضية اعترف بأنه سلّم إلى داعشيين أسلحة واحزمة ناسفة تتفيذًا للأوامر وذلك بعد نجاح المجنّد في شعبة المعلومات المدعو "أبو الخطاب" باستدراجه هو وآخرين.
والمسألة هنا تكمن في أنّ مخطط الضاحية ليس سوى واحدًا من بين الكثير من المخططات الإرهابية المحتملة.
فلم هذه الهجمة الإرهابية اليوم وما علاقتها بالملفات الشائكة لبنانيًا؟ وهل من شأن عملية إرهابية كهذه أن تؤثر في مجرى عمل الانتخابات؟ ومن هم المستفيدون محليًّا، إقليميًّا ودوليًا من تنفيذ مخطط إرهابي في لبنان؟ وماذا بعد مخطط الضاحية؟
عن هذه الأسئلة وأكثر أجابنا عنها نائب تكتل "الجمهورية القوية" وهبة قاطيشا.
وفي حديثٍ لموقع LebanonOn أشار قاطيشا إلى أن "لا علاقة ابدًا لملف الانتخابات أو غيره من الملفات الشائكة في لبنان بالمخطط الإرهابي الذي كان من المزمع أن ينفذ في الضاحية الجنوبية لبيروت. إذ هو لا يمثل سوى الصراع بين عقيدتين متعاديتين ألا وهما "داعش" و"حزب الله" حيث يحرك داعش مندسيه في الضاحية. وعلينا أن نرى هنا في هذا الإطار من له مصلحة بضرب لبنان وإرساء حالة اللاستقرار فيه".
وأوضح قاطيشا أنٍّ "المخطط الإرهابي ما هو سوى حلقة ضمن سلسلة طويلة لصراع طويل بين محور الممانعة وداعش. وأي حادثة تفجير من هذا النوع كناية عن حادثة فردية وتاليَا فإنّها لن تتطور إلى ما يشبه الحرب أو المعركة".
في ما خصّ الانتخابات النيابية، رأى قاطيشا أن "لا خوف من أي خضة قد تعرضها للتأجيل أو الالغاء لأن الحماية اللازمة للعملية الانتخابية ستكون مؤمنة".
وشدد قاطيشا على أنّ "قضايا الإرهاب والتفجيرات قد تحدث في أي بلد لتهدد أمنه وسلمه وليست حربًا يومية".
وأضاف: "فالإرهاب عدو غير ظاهر وتاليًا لا يمكن تحديده أو تأطيره جغرافيَّا".
وأردف: "حروب الإرهاب هي قبل كلّ شيء حروب استخبارات مع أشباح لا يمكن التنبؤ بسلاحها وحجمه مع العلم أن الحرب على الإرهاب معلنة من قبل الجميع".
هذا وأشار قاطيشا إلى أنّ "لبنان لا مصلحة له اليوم بهكذا خضة والداعشيون معروفٌ أنهم كانوا في السجون السورية".
و نبّه إلى أنٍّ "المخطط الذي كان يفترض أن يحدث لم يكن نهاية الغيث فالقصة لم تنته هنا وهنالك العديد من الخلايا النائمة والتي تعمل بشكلٍ منفصل ومنعزل لعدم إفشال المخططات الأخرى".
وختم: "الحرب على الإرهاب عمليّة مستمرّة ليس لها أبعاد مادّيّة".
والسؤال الذي يطرح في هذا الإطار: إذا كان مخطط الضاحية فشل ومخططات أخرى تتحضر بالسرية والصمت أفلا يعني ذلك أنّ الخطر أكثر من جدّي؟ وإذا كان الإرهاب لا يعني حربًا مادية يومية أليس هو حرب نفسيّة قد ينتج عنها خلق حالة سأمٍ وقلق يحثّ المواطنين اللبنانيين أكثر فأكثر على الرحيل؟ الحرب على الإرهاب طويلةٌ، نعم، لكن نتائجها على المدى البعيد أخطر وأقسى.