كلادس صعب
لم تنته التوقيفات في "احداث عبرا" التي مضى عليها ما يقارب ال9 سنوات ومازالت قاعة المحكمة العسكرية الدائمة تحاكم عددا من اتباع الشيخ احمد الاسير واخرهم الفلسطيني محمد احمد بشير المعروف ب"ابو احمد بشير"، والمتهم بالانضمام الى مجموعة ارهابية والقتال ضد الجيش في عبرا وعلى قتل ومحاولة قتل جنوده عمداَ.
بشير كان قد انتقل الى تركيا وهو مقيم في اسطنبول منذ 5 اشهر ويعمل في مجال الديكور، عاد الى لبنان بعد وفاة والدته بـ3 اسابيع بطريقة غير شرعية كونه سافر من لبنان خلسة .
في تركيا التقى عددا من اتباع الاسير الموجودين في اسطنبول بحكم الصداقة التي جمعتهم في مسجد بلال بن رباح ولم يلتق بالشيخ يوسف حنيني وفادي بيروتي شاهين سليمان وامجد نجل الشيخ الاسير لانهم يقيمون في اضنة وهي تبعد عن مكان اقامته حوالي 16 ساعة كما انه يعمل بدوام طويل لتأمين المال لعائلته.
وبالعودة الى الاتهامات الموجهة اليه اكد انه سمع بما يجري في عبرا وكان اعتقاده انها مواجهات مع "سرايا المقاومة" لانه سبق وان حصلت احداث معهم في قصة الشقتين في المربع. فأراد المساعدة على نقل الجرحى بعدما ابلغ الشيخ حنيني محمد جلول بحصول الاشكال مع "سرايا المقاومة" لكنه لم يتمكن من الوصول بسبب كثافة القصف .
انتقل محمد الى "مخيم عين الحلوة" بعد احداث عبرا. وهو كان يقطن في "التعمير" ويملك محلا في المدينة الصناعية وسأله رئيس المحكمة العسكرية العميد علي الحاج عن سبب انتقاله في هذا التوقيت، فاجاب المتهم انه خاف من الاعتقال لاسيما بعدما سمع بوفاة البيومي تحت الاعتقال وهو لم ينكر علاقته بمسجد بلال بن رباح التي تقارب ال15 سنة.
ولفت الى انه اقتنع بالدعوة والتبليغ للشيخ الاسيرا وانه كان فقط ضمن مجموعات دعوية. عندها واجهه العميد بما ورد في افادة عبد اللطيف احمد شبيب التي تؤكد انه كان ضمن مجموعة يرأسها الشيخ حنيني وتضم ابراهميم الديماسي واشخاصا اخرين وبناء على طلب الاسير توجهت عام 2012 لازالة الاعلام التابعة لسرايا المقاومة وحصل حينها اطلاق نار، كما واجهه العميد بتعبئته الاستمارة التي تحدث عنها الاسير. ولفت العميد الى ان نقطة تجمعهم في مسجد البزري وان الاسير طلب منهم شراء اسلحة وكانت كلمة السر "تامر" تعني التأهب وعند بدء الاحداث في عبرا قطع بشير مع آخرين الاوتوستراد وانسحبوا عند الساعة السادسة باتجاه مسجد البزري. الّا ان بشير نفى المشاركة في ما ورد.
وعاد العميد ليسأل بشير كيف لشخص تولدت لديه قناعة بالدعوة والتبليغ وايمانه برؤية الاسير ونظرته ولم يحمل السلاح، فاجاب المتهم ان المنتمين الى المسجد يقاربون ال2000 شخص لكن جزءا كبيرا منهم لم يوافقوه الرأي بحمل السلاح فسأله العميد الحاج عن سبب زج شبيب لاسمه وسرد هذه التفاصيل وان كان هناك اشكال بينهما فكرر بشير مجددا انه قصد المكان ليلا بسيارة "رابيد اوبل"ولم ينجح لافتاَ الى ان الشيخ حنيني كان مع الشيخ الاسير في عبرا .
وبعدها سرد العميد على بشير ما ورد في افادة جلول لناحية تلقيهم رسالة للتجمع في مسجد البزري ومن ثم انتقالهم بسيارة مرسيدس 190 مع الشيخ حنيني ولحق بهم جلول بسيارة اخرى وكان عددهم حوالي 15 يرتدون الاقنعة باستثناء محمد سليمان ومحمد العطار، مشيرا الى ان الاسير طلب منهم الانسحاب بعد سقوط المربع.
فأصر بشير على انه قصد عبرا ليلا وعاد فجرا ولم يلتق بجلول الا ان الاخير اكد في افادته انهم انتقلوا لمساندة الاسير مع حنيني ومحمود دهشان وان بشير لحق بهم وكان بحوزته اسلحة حربية، وان المجموعة انتقلت بعدها الى زاروب حشيشو. الا ان بشير اكد انه لو كان ضمن مجموعة عسكرية لكان في ساحة المعركة بدل نقل الجرحى لافتاَ الى انه سافر الى تركيا بعد مرور 5 سنوات على الاحداث مبررا انتقاله الى المخيم بالخوف. وشدد على انه لم يلتق الاسير في المخيم معترفا انه اخطأ. ولفت الى انه يقبل ادانته بنقل الجرحى لكنه ينفي عملية القتل مشددا على انه تعرض خلال التحقيق لضغط نفسي.
وترافعت وكيلته مؤكدة ان موكلها اعترف بمحاولته نقل الجرحى لكنه لم يشارك في القتال ولم يخطط للقيام ياي عمل امني خلال وجوده في تركيا وانه لا يوجد دليل او قرينة تؤكد الاتهام الموجه اليه. وطلبت كف التعقبات بحقه لعدم توافر عناصر الجرم. اما بشير فطلب البراءة وقد اصدرت المحكمة حكمها على المتهم الذي قضى بالاشغال الشاقة لمدة 7 سنوات.