مارون ناصيف
لا في اللقاء الخميس الأول من شهر شباط الجاري الذي جمع الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان مع نائب التيار الوطني الحر نقولا صحناوي، ولا في لقاء السبت الأخير من شهر كانون الثاني الفائت الذي زار فيه بقرادونيان الوزير والنائب السابق ميشال فرعون بناء على دعوة من الأخير، حسم الحزب الأرمني الأكثر تمثيلاً وجهة تحالفته في دائرة بيروت الأولى.
فالدائرة تضم أربعة مقاعد للطائفة الأرمنية من أصل ستة يمثلونها في مجلس النواب، وهي أكثر من أساسية بالنسبة الى الطاشناق، لذلك الخطأ فيها ممنوع ومكلف جداً إنتخابياً، والدقة لا التسرّع هي المعيار الأساس في إتخاذ القرار بشأن التحالف مع هذا الفريق أو ذاك. لذلك لم يعط الطاشناق كلمته بعد لأي فريق وهو لا يزال يدرس خياراته بحثاً عن هدف واحد ووحيد، ألا وهو الحفاظ على مقعديه في العاصمة.
ما يجعل قيادة الطاشناق مترددة قبل أن تحسم خيارها لناحية الإبقاء على تحالفها مع التيار الوطني الحر، هو تخوفها من عدم حصول اللائحة على حاصلين إنتخابين ونصف (الحاصل في بيروت الأولى كان في الـ 2018 5287 صوتاً) الأمر الذي قد يضع مقعدها الثاني في دائرة الخطر، ويؤمن لها الفوز بمقعد واحد فقط على أن يسمح الحاصل الثاني الذي ستناله اللائحة لصحناوي بالفوز.
تخوّف قيادة الطاشناق من هذا السيناريو، يعود الى ثلاثة أسباب:
الأول وفاة حليف لائحة التيار - الطاشناق مسعود الأشقر والذي نال عام 2018 3762 صوتاً تفضيلياً.
الثاني خسارة اللائحة لتحالفها مع مرشح حزب الهنشاك المدعوم من تيار المستقبل سيبوه قلباكيان والذي نال عام 2018 1566 صوتاً تفضيلياً.
أما السبب الثالث فخسارة اللائحة للأصوات الـ851 التي نالها المرشح الحليف نقولا شماس والذي تشير المعلومات الى عدم وجود نية لديه بإعادة الترشح الى الإنتخابات النيابية المقبلة.
بين أصوات الأشقر وأصوات قلباكيان وشماس، نحن نتحدث عن حاصل إنتخابي في بيروت الأولى أي عن 6179 صوتاً، لذلك تزن قيادة الطاشناق قرارها بميزان الجوهرجي قبل أن تعطي كلمتها لأي فريق حول تحالفها الإنتخابي.
في المقابل للتيار الوطني الحر قراءة إنتخابية مختلفة لأرقام الدائرة عن قراءة الحليف الأرمني. قراءة التيار تنطلق من أن أصوات الراحل مسعود الأشقر الـ3762 لا يمكن أن تخسرها كاملةً لائحة التحالف مع الطاشناق حتى بعد رحيل الأشقر. هناك على الأقل نصف هذه الكتلة الناخبة كي لا نقل أكثر ستصوت حكماً لللائحة التيار والطاشناق وهذا ما تعمل عليه قيادة التيار في هذه المرحلة خلال تواصلها مع هذه الكتلة الناخبة، مستفيدةً من أن أكثرية محبي الأشقر، هي من قدامى القوات والكتائب، وهي على خلاف سياسي مع قيادتي معراب وبكفيا. أما بالنسبة الى التحالف مع حزب الهنشاك، فيمكن الحديث معه خصوصاً في ظل غياب تيار المستقبل عن الساحة الإنتخابية. تبقى أصوات نقولا شماس الـ851 و"تعويضها لن يكون صعباً، ومن خلال التحالف مع أي شخصية بيروتية لها حضورها، يمكن الحصول على 800 صوت" تقول أوساط التيار.
فهل يقنع التيار الطاشناق بهذه القراءة ويبقي على تحالفه مع الحزب الأرمني الأكثر تمثيلاً في دائرة بيروت الأولى ؟
الجواب خلال أسابيع قليلة فقط.