كلادس صعب
متى دخلت الى لبنان ؟ في بداية العام 2017
كيف؟ خلسة.
من اين؟ عبر شتورة.
ليست على الحدود "نقي منطقة حدودية عم تفكر فيها.. ليش صفنت؟ دخلت من المصنع".
لم تكن بداية استجواب السوري جمعة محمد الحسين (وكيله المحامي محمود دمج) المتهم بالانتماء الى "داعش" كما يرغب فربما اربكه رئيس المحكمة العميد علي الحاج او انه فعلا لم يعرف المنطقة التي دخل عبرها .
وباستكمال الاستجواب حول مكان استقراره بعد دخوله الاراضي اللبنانية، أكد انه سكن في صبرا ولكن خارج المخيم عند المدعو ربيع بركات و من ثم تواصل مع قريبه اسود المخلف الذي يقطن في منطقة غاليري سمعان وعمل معه في النجارة كمساعد له في منطقة عين سعادة.
وانتقل بعدها العميد الحاج لاستجوابه حول انتمائه الى "داعش" حيث ورد في افادته انه انضم الى التنظيم المذكور عام 2014 ، لكن جمعة قال انه كان في دير الزور عندما وصلت "داعش" عام 2013 ولم يعلم من كان قبلهم في المنطقة وخضع اثناء سيطرتهم الى دورة شرعية لمدة 22 يوما في معسكر بمنطقة البوكمال ولم يكن تجاوز ال13 من عمره وحصل في ختامها على بطاقة وهرب بعدها .
ورداَ على سؤال العميد الحاج عن كيفية هروبه اجاب أن البطاقة التي استحصل عليها من "داعش" تخوله عبور الحواجز حيث انتقل الى الميادين وبرر هروبه بعدم اعجابه بهم فهو يحب دينه اما دينهم فيحرض على "الجهاد".
وبالعودة الى الدورة الشرعية اكد جمعة ان "ابو قتادة" العراقي هو من كان يعطيهم الدروس في مسجد الرحمن كونه امام المسجد وكان برفقته مساعده محمد العلي الملقب بـ"ابو عبد الله"، نافيا ان يكون تدرب على القتال تحت اشراف "ابو قتادة" في البوكمال ولم يرتد اي زي شرعي او شارك في اي معركة.
وبسؤاله عن مكان تواجده من العام 2013 لحين دخوله الاراضي اللبنانية عام 2017 اجاب جمعة انه قصد الشام عام 2016. هذه الاجابة لم تنج جمعة من سؤال العميد عن الفترة التي قضاها في منطقة تواجد داعش والتي امتدت من 2003 حتى العام 2016 . روى جمعة حينها انه قصد ابناء عم ابيه في الميادين حيث كانت السيطرة للاكراد وبقي بدون عمل ما خلا مساعدتهم في تنظيم الشوارع كون ابناء عمه يعملون في البلدية مقابل 50 الف في الشهر.
وبالعودة الى علاقته ب"داعش" حيث تدرب معهم في البوكمال التي تقع عند الحدود العراقية، وقدرته على الهرب، اجاب انهم خيروه بين البقاء والحصول على راتب او تركهم فاختار الثانية وهرب بعد مرور ثلاثة اشهر واستعمل البطاقة لتسهيل مروره على حواجزهم لحين وصوله الى منطقة الميادين وقام بتمزيق البطاقة قبل دخوله الى منطقة سيطرة الاكراد.
اما في لبنان فقد عمل في احدى الشركات لمدة شهرين ومن ثم ترك العمل بعدما حصل اشكال بينه وبين المدير وكان راتبه 400$ اما بالنسبة لحيازته هاتفين احدهما فيه شريحة سورية وآخر شريحة روسية يستخدمها لتطبيق "الواتسآب"، لفت الى انه اشتراها من منطقة صبرا لافتاَ الى ان الامر عادي ويباع بشكل كبير في صبرا وسعر البطاقة 10$ وهو يتواصل عبرها مع الفتيات داخل لبنان وخارجه.
وبسؤال النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي هاني حلمي الحجار لجمعة عن الصفة التي كانت موجودة على بطاقة "داعش" اجاب ان لا صفة فقط اسمه واسم التنظيم "دولة الخلافة الاسلامية" وتوقيع "ابو عبد الله".
عندها عاد القاضي الحجار ليسأله عن البطاقة التي حصل عليها بفترة لا تزيد عن شهرين واهميتها وان كان التحق من خلالها باحدى مجموعات التنظيم وان كان الامر بهذه السهولة اذ لا بد ان يكون قد وضعت له صفة سائق طباخ او مقاتل او غيره، الا ان جمعة انكر الامر لافتاَ الى انهم طلبوا منه الالتحاق بمجموعاتهم في العراق وعندها هرب.
فعاد الحجار ليسأله ان كان كلف القيام بعملية انتحارية اجاب جمعة "للقتال فقط" فسأله القاضي كيف يرسلونك للقتال وانت لم تخضع لدورة عسكرية فاجاب المتهم ان الهدف كان التدريب في العراق. وبسؤاله عن مضمون كلام "ابو قتادة" وان كان "ابو عبد الله" يعرض لهم شرائط مصورة عن كيفية القيام بعمليات انتحارية اجاب جمعة ان الحديث كان يتعلق "بالجهاد" وكيفية القتال في العراق .
وترافع القاضي الحجار لافتاَ الى ان اعترافات المتهم تحمل تسلسلا في حين ان اجاباته امام المحكمة خرجت عن هذا السياق وما اعترف به يتوافق مع الدورات التي خضع لها الشرعية والجهادية التي كان يتولاها "ابو عبد الله" ومن الواضح انه انتقل الى العراق وكان لديه بطاقة من "داعش" وبالطبع لا يمكن ان يكون لدى هذا التنظيم سجلات نفوس لقيد الموجودين والبطاقة لا بد ان تحمل صفة لحاملها لذا فهو يطلب تطبيق مآل الاتهام بحق المتهم.
وترافع وكيله مؤكداَ ان جمعة كان في ال13 من عمره عندما دخلت "داعش" واخضع لدورة شرعية الزامية وحصل في نهايتها على بطاقة تسهيل مرور والدروس كانت فقط حول الدين. ولفت الى انه لو خضع موكله لدروس جهاد لما كان قرر الهرب الى الميادين ومنها الى الشام وصولا الى لبنان ولعل ابرز دليل هو عدم قيامه باي عمل امني او تواصل معهم منذ دخوله عام 2017.
وطلب وكيله ابطال التعقبات بحقه لانتفاء النية الجرمية وفي حال ارتأت المحكمة ادانته منحه اوسع الاسباب التخفيفية وقد حكم على جمعة ب3 سنوات حبس وتجريده من حقوقه المدنية.