مارون ناصيف
بميزان الجوهرجي، يتعاطى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إنتخابياً مع تعليق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عمله السياسي. خسارة "وليد بك" لحليفه التاريخي في السياسة والإنتخابات، جعلته يبدأ بقراءة شاملة لكل الدوائر التي له وجود فيها، وبإحتساب حواصله وأصواته ونقاط قوته وضعفه، قبل أن يتخذ أي موقف نهائي وحاسم من الإنتخابات النيابية ككل أو من أي تحالف أو لائحة أو مرشح.
للوهلة الأولى هناك من إعتبر أن الزعيم الدرزي سيكون الأكثر تضرراً إنتخابياً من خروج الحريري من الحياة السياسية مرحلياً، على إعبتار أن فوزه بالمقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية سيكون مستحيلاً من دون تيار المستقبل، وكذلك بالنسبة الى فوزه بمقعد النائب وائل أبو فاعور في دائرة البقاع الغربي – راشيا هذا من دون أن ننسى عدم تمكّن جنبلاط في الدورة الإنتخابية المقبلة من الإستفادة من كتلة تيار المستقبل الناخبة في دائرة الشوف - عاليه وتحديداً في منطقة إقليم الخروب. ولكن في مقابل هذه القراءة، يعتبر خبير إنتخابي أن الحزب الإشتراكي لن يتأثر كثيراً بخروج الحريري من اللعبة السياسية ومن الإنتخابات النيابية المقبلة، مؤكداً أن الحزب التقدمي الإشتراكي بإمكانه أن يفوز بمفرده بمقعد البقاع الغربي الدرزي وقد سبق له أن بدأ منذ مدة بالتحضير لتشكيل لائحة من دون تيار المستقبل وذلك تحسباً لإنسحاب الحريري من الحياة السياسية. الخبير الإنتخابي يضيف، "لن يحتاج الحزب الإشتراكي لتأمين فوز أبو فاعور لأكثر من 500 صوت من أصوات الطائفة السنية في البقاع الغربي - راشيا، وهو ما يمكنه تأمينه عبر صداقاته وعلاقاته وعبر التحالف مع أي مرشح سني له حيثيته في المنطقة". أما بالنسبة الى المقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية، فلن يكون من الصعب أبداً على جنبلاط أن يتفاهم مع ثنائي حزب الله وحركة أمل لضمان فوزه به، وهنا يقول المتابعون، "بالتأكيد لن يتأخر الثنائي الشيعي وتحديداً الرئيس نبيه بري في تلبية طلب كهذا لصديقه رئيس الحزب الإشتراكي، في حال طلب الأخير ذلك".
في الشوف – عاليه، عرين وليد جنبلاط، هناك نظريتان، نظرية تقول إن لائحة الحزب الإشتراكي ستحصل على حواصل إنتخابية ومقاعد أقل من تلك التي حصلت عليها في دورة العام 2018 بسبب خروج حليفها تيار المستقبل من المعركة ومقاطعته الإنتخابات، ونظرية أخرى ترجح أن يفوز الحزب الإشتراكي بالمقعد السني الثاني في إقليم الخروب في ظل غياب التيار الأزرق عن الإنتخابات، وأن يُسوّي جنبلاط وضعه بحنكته السياسية مع القاعدة الشعبية المؤيدة للحريري، كيف لا، وهو المعروف في قرى الإقليم السنية بخدماته ووجوده تاريخياً الى جانب أبناء المنطقة.
إذاً هي المرة الأولى التي يخوض فيها الإشتراكيون إنتخابات نيابية من دون سعد الحريري بعد دخول الأخير عالم السياسة في العام 2005 بسبب إغتيال والده الرئيس رفيق الحريري. إنتخابات، لن تكون سهلة على وليد جنبلاط لكنها في الوقت عينه لن تكون مستحيلة، ما دام الرجل قادراً على تدوير الزوايا مع الجميع وعلى نقل البارودة من كتف الى آخر، في أي لحظة.