بفعل الضائقة الاقتصادية عمل الجندي في المؤسسة العسكرية اللبنانية ف.ط. كسائق تاكسي بعد انتهاء دوامه في اللواء اللوجستي في كفرشيما، لكن عمله بشكل سرّي لم يدم طويلا حيث اوقف على خلفية عمله كسائق تاكسي بلوحة عمومية غير شرعية، وقادت التحقيقات معه الى قضية سرقة سيارة من منطقة غدير مع آخرين وهما السوري ماهر رمضان الحايك وعلي توفيق زعيتر اللذان حوكما بالصورة الغيابية.
وفق الجندي السابق ف.ط الذي مثل امام رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد علي الحاج والهيئة، لم يشارك بالسرقة انما قام بتمرير السيارة عند حاجز المدفون بناء على طلب المدعو ماريو والذي تبين فيما بعد انه السوري ماهر رمضان الحايك وهو علم باسمه الحقيقي خلال التحقيقات في فرع المعلومات.
وباستجوابه حول كيفية تعرفه الى الحايك اكد الجندي ف.ط انه تعرف عليه في المرة الاولى عندما كان مركز خدمته في البقاع حيث اقله من منطقة تل ابيض الى بيروت وهو حاول توطيد العلاقة معه بعدما علم انه يعمل في تجارة السيارات لافتاَ الى انه اقله مرة ثانية من منطقة حالات باتجاه الدورة وعاد واتصل به في الليلة نفسها.
وطلب ان يعود ليوصله الى منطقة غدير في جونية وكانت الساعة تقارب الثانية الا ربع ليلا، واقله من امام "ملك الطاووق" باتجاه غدير وبعد ان اوصله اكمل طريقه باتجاه منزله وعند وصوله الى منطقة الصفرا تلقى من ماريو اتصالات يطلب منه العودة لانه يريد ان يتحدث معه بامر هام. بحسب ما يروي، انتظره حوالي 3 ارباع الساعة حيث التقاه بالقرب من معمل "السانيتا" وكان يقود سيارة من نوع "رانج هيونداي" واوقف بالقرب من سيارته وطلب منه "تقطيع" السيارة حاجز المدفون لان السيارة لا تحمل اوراقا وهي غير مجمركة وكونه عسكري باستطاعته المرور على الحاجز دون ان يتم سؤاله عن اوراقها.
اما عن كيفية معرفة "ماريو" بأنّه جندي في الجيش اشار المتهم ف.ط انه كان يضع "فيلد" الجيش في السيارة كما ان جميع رفاقه يعلمون انه يعمل كسائق تاكسي بعد انتهاء دوامه واضاف انه قبل القيام بالمهمة دون مقابل مادي لانه كان يظن ان "ماريو" يمكنه مساعدته في الحصول على سيارة جديدة بتسهيلات مادية .
وبالعودة الى المسار الذي سلكته السيارة اكد الجندي انه سلم السيارة لماريو الذي كان يقود سيارته بعد الحاجز ومن ثم توجه عائداَ الى منزله، الا ان الدراسة الفنية للهاتف الخاص به تبين تلازم هاتفه مع هاتف المتهم السوري "ماريو" حيث انتقلا من جسر فؤاد شهاب باتجاه الشربين ومنها الى مشمش فاجاب الجندي بان عامود الارسال في مرجحين يمكنه التقاط البث السوري وان ما ورد لناحية تواجده في سفيرة الضنية غير صحيح لانه لم يقصدها لكن كون منزله يقع على مشارف السفيرة الا ان رئيس المحكمة واجهه بمضمون الداتا التي تؤكد انه والمدعو "ماريو" كانا في المكان نفسه اي هناك تلازم في المكان. كما تبين من خلال تحليل الداتا للهاتفين انهما بقيا سويا من الساعة ال12 عشرة ليلا حتى الساعة الثالثة ومن خلال المتابعة الجغرافية انتقلا الى السفيرة ومنها الى فنيدق في عكار حيث نقلت السيارة الى زعيتر .
واضاف العميد الحاج ليبين للجندي انه بتاريخ 5-11-2018 اتصل زعيتر به لكن عناصر فرع المعلومات ردت على الاتصال كونه كان موقوفا فسأله عن سبب اتصاله به خصوصا ان لا معرفة تربطهما فلم يجب سوى بالنفي.
وقبل الانتهاء من الاستجواب طرح العميد الحاج على المتهم عدة اسئلة تتعلق بمضمون افادته لناحية ملاحظته ان "الفيبرا" في السيارة كسرت واعيدت، وهو امر يفقهه كون اختصاصه ميكانك وكذلك الامر بالنسبة لزجاج السيارة متسائلا كيف لم تثر ريبته في الامر لناحية ان السيارة مسروقة.
فاجاب انه لم يتنبه للامر كون الامر حصل على عجلة.
في الختام ترافع وكيله المحامي فواز زكريا مؤكدا ان موكله ارتكب جرما ولكن السارق هو ماهر الحايك(ماريو) بدليل ان الكاميرات ضبطته بينما موكله افاد امام الرئاسة انه لم يعلم انها مسروقة كما ان الوقائع تؤكد عدم معرفته بزعيتر لافتا الى ان داتا الاتصالات تؤكد انه وماهر تواصلا حوالي 55 مرة ولم يثبت انه تواصل مع زعيتر .
واضاف زكريا لنفترض ان موكله علم بان السيارة مسروقة لذا فان الجرم الذي ينطبق عليه هو التدخل في السرقة ولا يمكن اعتباره بريئا ولا بد من الاشارة الى التناقض في الافادات والى ان موكله مازال يكذب الى الان لانه علم وسهل تصريفها وهذه الجريمة هي جنحة. وخلص زكريا الى اعتبار فعله من قبيل الجنحة التي تنطبق عليها المادة 221 وكونه اوقف لاكثر من سنة وطرد من المؤسسة العسكرية يطلب تطبيق المادة المكورة واكثر استطرادا منحه اوسع الاسباب التخفيفية وقد حكم على الجندي في ختام المذاكرة ب3 سنوات حبس في حين حكم على الحايك وزعيتر ب10 سنوات.