مارون ناصيف
منذ أسابيع قليلة، لم تعد الأمور على ما يرام في مطمر الجديدة المخصص لإستقبال نفايات كسروان والمتن وجزء من العاصمة بيروت. لم تعد الأمور على ما يرام بسبب إنسحاب شرطة بلدية جونية من محيط المطمر وداخله ما سمح للمئات من نباّشي النفايات بالعودة الى المطمر من جديد بحثاً عن البلاستيك والألمنيوم وكل المواد القابلة لإعادة التدوير بهدف جمعها وبيعها بالدولار الـfresh. عودة نبّاشي النفايات الى المطمر أثرت سلباً على عمل الشركة المتعهدة أي شركة داني خوري، خصوصاً لناحية إعاقة الآليات والجرافات ولناحية السرقات التي يقوم بها النبّاشون والتي تطال حيناً المضخات وأحياناً مواد العزل التي تستعمل لمنع تسرب عصارة النفايات الى التربة. المشكلة بدأت في المطمر بحسب مصادر متابعة عندما إنسحبت شرطة إتحاد بلديات المتن الشمالي من المطمر بعدما سبق للإتحاد أن تعهد بحماية المطمر من النباشين بالتكافل والتضامن مع إتحاد بلديات كسروان - الفتوح. بعدها سحبت بلدية جونية عناصر الشرطة البلدية التابعين لها من المطمر بحجة عدم قدرتها مادياً على الإستمرار وبدأت الكارثة.
أما الكارثة الأكبر فمتوقعة خلال الشهرين القادمين. كارثة وصول الخلية الصحية الأخيرة في مطمر الجديدة الى قدرتها الإستيعابية القصوى. وفي هذا السياق تكشف مصادر مطلعة أن الخلية الأخيرة في مطمر الجديدة تستقبل يومياً بين 800 و900 طن من نفايات كسروان والمتن وجزء من بيروت بعد جمعها من قبل شركة رامكو. هذه الكمية اليومية ستجعل الخلية تمتلئ مع نهاية شهر شباط المقبل وفي حد أقصى في منتصف شهر آذار، وهنا سيطرح السؤال، في ظل غياب مجلس الوزراء، من أين سيأتي الحل السحري لمشكلة المطمر؟ وهل سنكون أمام مشهد نفايات جديد في الشوارع مماثل لما شهدناه في العام 2015 يوم صورت وسائل الإعلام العالمية وأبرزها شبكة CNN الأميركية طرقات لبنان وأحياءه السكنية غارقةً بجبال النفايات؟
من الآن والى حين وقوع كارثة إمتلاء المطمر، تحاول شركة خوري المتعهدة للمطمر أن تتخطى مشكلة نباشي النفايات وقد راسلت لهذه الغاية مجلس الإنماء والأعمار، لكن الروتين الإداري الذي يتحكم بعمل المجلس لا يبشّر بالخير ولا بحل سريع للمشكلة. فمجلس الإنماء والإعمار عليه أن يراسل وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي والأخير عليه أن يبلغ محافظ جبل لبنان بالأمر، وبعد ذلك يراسل المحافظ المجالس البلدية المعنية، وهذه المراسلات قد تتطلب شهرين لإنجازها وللحصول على جواب السؤال، من سيحمي مطمر الجديدة من نباشي النفايات كي يتمكن المتعهد من القيام بمهامه؟
لذلك، لن يكون الحل السريع لإستمرار العمل بالمطمر إلا من خلال عودة شرطة بلدية جونية وإتحاد بلديات كسروان والمتن الى المطمر ومحيطه في أسرع وقت ممكن، وإلا ستعلن شركة خوري خلال أيام توقفها عن إستقبال النفايات في المطمر وستغرق شوارع كسروان والمتن وبيروت بالنفايات من جديد.