مارون ناصيف
بعد إنتخابات العام 2018، وفي الزيارة الأولى لنائب التيار الوطني الحر إدي معلوف الى القصر الجمهوري، سمع النائب المتني من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زعلاً على خسارة المرشح على لائحة التيار في دائرة بيروت الأولى مسعود الأشقر. زعل الرئيس عون، عبّر عنه يومها إنطلاقاً من ثلاثة عوامل، أولها الصداقة التي كانت تجمعه بالأشقر وثانيها إقتناعه بأن الأشقر يستأهل أكثر من أي مرشح آخر المقعد النيابي الماروني عن دائرة بيروت الأولى نظراً لنضاله ونشاطه السياسي والخدماتي اللافت في المنطقة، وثالثاً والأهم، لأن خسارة الأشقر جاءت بسبب خطأ تكتيكي إرتكبته ماكينة التيار الإنتخابية في بيروت، حيث جيّرت فائضاً من الأصوات للمرشح نقولا صحناوي (4788 صوتاً)، ما أدى الى خسارة الأشقر (3762 صوتاً) على فارق قليل من الأصوات (334 صوتاً) لصالح النائب الكتائبي نديم الجميل(4096 صوتاً).
اليوم وفي الذكرى السنوية الأولى على رحيل الأشقر الذي عرفه أحباؤه بـ"بوسي"، وقبل خمسة أشهر من موعد الإنتخابات النيابية المرتقبة في الخامس عشر من أيار 2022، لا يزال مسعود الأشقر هو الخبر في شوارع الأشرفية والرميل والصيفي والمدور. لا يزال مسعود الأشقر هو الخبر خصوصاً عندما يكون السؤال، من سيرث مسعود الأشقر شعبياً في صناديق الإقتراع؟
التيار الوطني الحر حليف مسعود السياسي والإنتخابي؟ القوات اللبنانية التي شارك مسعود بتأسيسها مع بشير الجميل الذي إنتخب بعدها رئيساً للجمهورية؟ حزب الكتائب اللبنانية الذي قاتل مسعود ضمن صفوفه طيلة 15 عاماً؟ أو مجموعات المجتمع المدني التي تعتبر نفسها قوى التغيير؟
في البداية وقبل الدخول في الأرقام، تنفي مصادر التيار نفياً قاطعاً المعلومات التي تحدثت عن أن رئيس التيار النائب جبران باسيل عرض على السيدة غريتا الأشقر زوجة مسعود الترشح على لائحة التيار في دائرة بيروت الأولى على أن يدعمها التيار متخلياً عن ترشيح النائب صحناوي في الدورة الإنتخابية المقبلة.
أما في لغة الأرقام، فلا شك أن التيار الوطني الحر هو من بين أكثر المهتمين بكيفية الحفاظ على إرث "بوسي" الشعبي في دائرة بيروت الأولى، خصوصاً أن قيادته تعرف جيداً أن مناصري الأشقر لن يصوتوا لصالح القوات اللبنانية التي كانت تربطها بمسعود قطيعة سياسية.
في أيار الفائت، أجرت إحدى المجموعات التغييرية البارزة إستطلاعاً في دائرة بيروت الأولى، وتعمدت المجموعة في إستطلاعها إدراج سؤال توجهت به حصراً الى ناخبي الأشقر، والهدف منه معرفة لمن سيقترع مناصرو "بوسي" في إنتخابات العام 2022.
بين المستطلعين، هناك شريحة واسعة إختارت قوى التغيير، وهناك نسبة لا بأس بها قالت إنها ستصوت للائحة التيار الوطني الحر، مقابل نسبة قليلة أجابت بـ"لا أعرف" أو بـ "لا أحد".
رحل مسعود الأشقر بعد معاناته مع فيروس كورونا، تاركاً وراءه محبة من قبل أهالي الأشرفية والرميل والصيفي، لا يمكن أن تتكرر بعد بشير، مع أي مرشح نيابي آخر. نعم، محبة سمحت له بحصد أصواته التفصيلية من دون منة من أي حزب أو تيار سياسي. محبة لا يمكن لأي فريق سياسي أن يرثها بما أن مسعود الأشقر لم يعد مرشحاً.