خاص LebanonOn
لا أحد يهتم بالفنون الجميلة في لبنان، لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى الرسمي. واقع يعيشه فنانو هذا القطاع منذ عقود، وعندما قرّروا الثورة والإنتفاضة بهدف تسليط الضوء على ما يمكنه لهذا القطاع أن يقدّم للبنان وصورته، حتى جاءت الأزمة الكبيرة وأطاحت بكل الأحلام.
معظم فناني لبنان قرر الإستسلام، وإتجه الى الخارج حيث يوجد مَن يكفل معارضهم، ويوجد من يحوّل هوايتهم الى مهنة يكسبون منها رزقهم. لكن البعض قرّر البقاء في لبنان، والنضال كل على طريقته، ولعلّ الفنان روي أبو عبدو صاحب الأعوام الـ24، خير مثال على ذلك.
روي الحاصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، يخبر موقع LebanonOn أنّه كان يعمل في مجال مختلف وبعيد عن الفن، لكن أتيحت الفرصة له أن يعود الى العالم الذي لطالما أحبّه، بعد أن تواصلت معه جمعية "سطوح بيروت"، من أجل التحضير لعدة تماثيل ستعرض في خلال "تليتون سطوح بيروت" يوم الخميس 23 كانون الأوّل الجاري. ويتضمّن المشروع منحوتات لتمثال المغترب، وآخر لتمثال الشهداء، بالإضافة الى مجسم الأرزة، وجميعها مصنوع من الفلين، وعلى اليد من دون إستخدام أي آلات.
ويقول روي: "من المفروض ان يكون ما اقوم به هو مصدر رزقي، لذلك قررت ان انطلق من هذا المشروع، واثقل موهبتي خصوصا انني درست الاختصاص في الجامعة واسعى ليكون مصدر رزقي".
ويتابع: "في وقت فراغي كنت اذهب الى المنشرة الخاصة بأبي، واستخدم الادوات الموجودة للحفر على الخشب". ولفت روي إلى أنّ "هناك الكثير من الناس لا يقدرون ما أقوم به"، معتبرا أنّ "لا أسواق للإنتاج والتسويق في هذا المجال".
ويضيف: "العمل في هذا المجال هو ليس فقط إنجاز اي مشروع، بل ابراز طريقة العمل وروح الفنان والحالة التي يعيشها من خلال الالوان، او ضربة الشاكوش، في التحفة التي يعمل عليها"، مؤكّدا أنّ "هناك اشخاص لا يزالون يهتمون بهذا القطاع".
وأردف روي قائلا: "السوق الخارجي صحيح افضل، لكن المهم ان نبقى في بلدنا وان نقوم بما نحب ونحاول ان نصل به الى كل الناس. انا في مرحلة التجربة والبحث عن الهوية الخاصة بي كفنان، واتطلع الى كل التعليقات حتى الناقدة منها وذلك من اجل الاستفادة منها في تطوير عملي وأدائي".
وعن المنحوتات التي ستظهر في "تليتون سطوح بيروت" نهار الخميس عبر شاشة الـOTV، بدءا من الساعة الخامسة بعد الظهر، يقول روي: "إنجازها تم في وقت قياسي، إذ تسلمت المشروع قبل شهر ونصف فقط"، مشيرا إلى أنّ "الرسالة منها ستكون بمثابة أنّ الحياة ستستمرّ مهما اشتدّت الأزمات، تخالجها الحنين والتمسك بالأرض خصوصا لدى المغتربين الذين سيكون لهم تحية واضحة عبر منحوتة تمثال المغترب".