توجّه مرتقب وموّحد لدول الخليج على خطّ الأزمة مع لبنان.. إنفراجة قريبة!؟

خاص ON | مارون يمّين | Saturday, December 11, 2021 2:57:00 PM

أنهى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جولته الخليجية يوم أمس، بزيارة قام بها الى دولة الكويت، إلتقى فيها عددا كبيرا من المسؤولين، في مقدّمهم أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح. وكان لافتا في البيان الرسمي الذي صدر في ختام هذه الزيارة التطرق إلى الشأن اللبناني على غرار كل البيانات التي صدرت في الأيام الماضية التي تلت زيارة بن سلمان الى دول مجلس التعاون الخليجي.

وشدّد الجانبان الكويتي والسعودي، على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته، وحصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية، وفق ما جاء في قراري مجلس الأمن رقم 1559 و 1701، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، ومصدراً لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم.

وخرجت هذه التصريحات من الدول الخليجية، مباشرة بعد الوساطة التي قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين لبنان والمملكة العربية السعودية، أبّان إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وذلك بعد أكثر من شهر على الأزمة التي وقعت بين لبنان وعدد من دول الخليج.

وتساءل كثيرون عمّا إذا كانت إستقالة قرداحي ستكفي لكي تعود المياه إلى مجاريها، وعمّا إذا كانت وساطة ماكرون ستتمكّن من كسر الجمود الفعلي بين لبنان وأشقائه العرب، وتدفع بدول الخليج إلى التراجع عن الخطوات المتخذة بحق لبنان.

وفي إطار كل هذه التساؤلات، يقول أمين سر إتحاد الإعلام الإلكتروني الكويتي، محمد ظافر العرادة في حديث خاص لموقع LebanonOn إنّ "دول مجلس التعاون الخليجي تسعى دائما إلى لمّ الشمل العربي، وإلى أي إنفراجة سياسية"، وإنّها "تسير نحو أيّ مسار يؤتي بإنفراجة سياسية، خصوصا بما يتعلّق بالقضايا العربية والإسلامية".

ويرى العرادة أنّ "إستقالة الوزير قرداحي وإعتذاره عن كل التصاريح التي أدلى بها حول القضية اليمنية ومشاركة قوات التحالف، وبعد الوساطة الفرنسية نأمل بأن تكون هناك إنفراجة، وأنا على يقين دائما أن دول مجلس التعاون الخليجي تسير نحو كل الحلول المتعلقة بالقضايا العربية".

وبالنسبة للوساطة الفرنسية بين لبنان ودول الخليج، إعتبر العرادة أنّها جاءت في وقتها، وأنّ "إستقالة قرداحي جاءت بالتزامن مع زيارة ماكرون الى دول الخليج"، آملا في المرحلة المقبلة أن تتعمّق العلاقات اللبنانية الخليجية، وأن تعود الى سابق عهدها، علاقات عربية متعاضدة ومتماسكة".

وفيما ينظر محلّلون لبنانيون إلى إستمرار الأزمة بين لبنان والخليج إلى ما بعد نهاية عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يقول العرادة: "لا أعتقد ذلك، ميشال عون زار دولة قطر الشقيقة، ميشال عون يسعى دائما الى نزع فتيل هذه الأزمة، نحن لا نتحدث هنا عن الأشخاص، بل عن العلاقات المستمرة لأن المناصب تأتي وتذهب، لكن العلاقات العميقة والأوصار هي أعمق من ذلك بكثير".
ويضيف: "سواء كان عون موجودا على رأس السلطة اللبنانية، أو أي شخص آخر، فنحن نسعى إلى لمّ الشمل والوئام، وإعادة لبنان الى مساره الصحيح، إلى المسار العربي القومي كما عاهدناه في السابق، لأن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى تعزيز كافة المصالحات بين كافة الطوائف المتواجدة في لبنان، وكذلك تعزيز روح التآخي. ولا ننسى إتفاق الطائف الذي رعته السعودية من أجل وقف الحرب الأهلية اللبنانية، والجهود التي قام بها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد".

وينظر العرادة إلى إستقالة قرداحي كونها خطوة مهمة ضمن رزمة من الخطوات التي على لبنان أن يسلكها؛ وهي باتت بالمناسبة واضحة في البيانات الصادرة عن لقاءات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع قادة دول الخليج، والتي شدّدت بالدرجة الأولى على موضوع أن لا يكون لبنان مركز تصدير للمخدرات، والإرهاب، قولا وفعلا.

وأَمِل أمين سر إتّحاد الإعلام الإلكتروني الكويتي، محمد ظافر العرادة عبر موقع LebanonOn "من جمهورية لبنان الشقيقة أن تخفّف من إختطاف الراي السياسي لديها، فلبنان ذات سيادة ويجب عليها أن لا تسمح لأي دولة أن تختطف هذه السيادة، أو أن توجه لبنان إلى أيّ مسار آخر".

ويتابع: "لبنان دولة لها شعبها، لها إحترامها ولها سيداتها الخاصة، ويمكنها أن تدلي بتصاريحها وفق ما يتماشى مع سيادتها، ومع ما يتوافق مع إقليمها العربي ومصلحتها العامة. وهنا لا بدّ أنّ لا ننسى، أنّ دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر الدول الداعمة لإقتصاد لبنان، وللسياحة في لبنان، ولتعزيز التعاون الإقتصادي مع لبنان، وبكل تأكيد لبنان لا يرغب في أن يخسر هذه القاعدة الأخوية بينه وبين الدول الخليجية".

ولا يخفى على أحد الموقف المفاجئ من دولة الكويت الشقيقة بعد تصريحات وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي عن الحرب اليمنية، ودفع بالكثير من الشعب اللبناني وحتى بالمسؤولين اللبنانيين إلى طرح علامات إستفهام كثيرة، وعما إذا قد تخلّت الكويت عن دورها "الوسيط" الذي عاهده لبنان في كل أزماته.

وعن هذا الأمر، يقول العرادة: "كما تعلمون الكويت تسعى إلى هذا المسار (دور الوسيط)، وسعت سابقا كذلك في لبنان وعدة دول أخرى والآن تسعى بين الجزائر والمغرب، لكن الكويت سحبت بعثتها الدبلوماسية من لبنان، لوضع خط أحمر على التدخلات الخارجية في لبنان"، لافتا إلى أنّ "العديد من دول مجلس التعاون الخليجي شهدت تعريب كميات كبيرة من البضائع التي تحتوي على أقراص مخدرة، وكانت دائما مصدرها لبنان، ولم تتحرك الحكومة اللبنانية حيال ذلك طيلة الفترة السابقة، فأتى الموقف الكويتي الرادع لهذه التصرفات".

ويؤكّد العرادة في سياق حديثه، أنّه "سيكون هناك موقف موحد لدول مجلس التعاون الخليجي في خلال الفترة المقبلة لإعادة اللُحمة العربية مع لبنان".

وفتحت مواقع التواصل الإجتماعي شهية الكثير من المواطنين لطرح الأسئلة، والتحليل، في خلال فترة الأزمة اللبنانية الخليجية، وإعتبر البعض أنّ تصريحات الوزير قرداحي لم تكن بالنسبة للسعودية ومعها دول الخليج إلّا ذريعة لتنفيذ الإجراءات بحق لبنان، وراح البعض إلى إثبات هذا الرأي بتصريح وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، عندما أكّد أن سبب الأزمة مع لبنان تكمن في هيمنة حزب الله على الحكومة، وعلى القرار السياسي في لبنان.

لكن وبحسب العرادة، فإنّ "هذا الأمر غير صحيح"، مشدّدا على أنّ "دول الخليج لا تبحث عن الصراعات، ولا تبحث عن تعميق الجراح العربية العربية، ولكن بعد تصاريح الوزير شربل وهبة وتصاريح جورج قرداحي، أصبح لازما على دول مجلس التعاون الخليجي أن تضع خطا أحمر لكي لا يتم المساس بسيادتها". وختم، قائلا: "كما تعلمون دول الخليج لها سيادات وإحترام أمام المجتمع الدولي، ويجب على الجميع أن لا يتجاوز هذه الخطوط الحمراء مع كامل الإحترام والتقدير للشعب اللبناني الشقيق والعزيز على قلوبنا".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا