بين البازار وسوق الإفرنج... لكم أن تختاروا ما تشاؤونه من باقة أطباء لبنان. مهنة حرّة، صفة ملغومة لمهنة الطب، كلّ يسعّر على ليلاه وعلى المريض أن يختار ما يناسبه من الأسعار. هكذا بات المرضى اللبنانيون رهينة لعبة العرض والطلب. بدعة فضائحية جديدة تسجل في رصيد عدد من أطباء لبنان، فآثر العديد منهم على رفع تسعيرة معاينته إلى 100 دولار فريش! بأيّ وجه حقّ؟ من يحاسب؟ وما هي الإجراءات التي ينبغي القيام بها لدرء خطر المتاجرة بأرواح الناس؟
يشير نقيب الاطباء الدكتور شرف أبو شرف في حديثٍ خاصّ لموقع Lebanonon إلى أنّ الأطباء بتسعيراتهم ومستواههم ينقسمون إلى فئات وهي فئة من الاختصاصيين الأكفاء والذين يتقاضون الفريش وهم أحرار بذلك ولا يمكننا محاسبتهم لأنّ الطب مهنة حرّة ولا يمكننا تاليًا ملاحقتهم قانونيًّا، وهناك من الاطباء الإنسانيين والاكفاء أيضًا ممن يتقاضون مبلغًا رمزيًّا لقاء معاينتهم، وهناك من الاطباء من ليسوا من الاختصاصيين والاكفاء ممن يعتمدون ايضًا تسعيرة لا ترهق جيب المواطن أو منهم من يعلون السقف."
ويلفت أبو شرف إلى أنّ العديد من الأطباء لا يمكنهم العيش بما يجنونه من أتعاب، لذا فقسم كبير منهم يهاجر، وقد شهدنا هجرة 2500 طبيب من لبنان".
وينبّه إلى أنّ "نقابة الاطباء أعطت توصياتها بأسعار معينة مدروسة".
وفي ما خصّ الإجراءات الواجب اتخاذها كنقابة أطباء أوضح أبوشرف أن الحرية متروكة للاطباء ممن يريدون التعاون مع النقابة والرأفة بالمرضى ماليًّا، ومن لا يريدون التعاون معنا فهم أحرار".
وان كان موضوع التسعيرة غير ملزم، فهل من المقبول ان تتحول مهنة الرسالة الى جلد للناس؟ هل من المقبول ان تصل "الفحصية" الى ما يعادل مليونين و300 الف ليرة حسب سعر الصرف اليوم؟