في قراءة نقابية وسياسية للإنتخابات التي شهدتها بالأمس نقابة المحامين في بيروت والتي إنتهت بفوز المرشح المستقل ناضر كسبار بمركز نقيب المحامين، يتبين التالي:
أولاً - الخاسر الأكبر في المعركة، كانت مجموعات إنتفاضة "17 تشرين" كونها لم تتمكن من الفوز بمركز النقيب كما حصل في إنتخابات نقابة المهندسين وفي أكثر من إنتخابات جامعية. خسارة هذه المجموعات كانت متوقعة لأنها لم تتوحد بلائحة واحدة، فبينما دعمت مجموعات "جبهة المعارضة اللبنانية" الكسندر نجار الى مركز نقيب دعمت مجموعات تجمع "نقابتنا" المرشحين موسى خوري ورمزي هيكل فكانت النتيجة أن خسر خوري (772 صوتاً) وهيكل (525 صوتاً) في معركة العضوية ولم يتأهلا الى الدورة الثانية، وإنسحب نجار من معركة النقيب بعدما تأكد من خسارته ومن أن مجموعات "نقابتنا" لن تدعمه، اولاً لأنه مدعوم من حزب الكتائب وثانياً لأنه المدافع الأول عن المصارف وعن ميشال مكتف وشركة شحن الأموال التي يملكها.
ثانياً – حزب الكتائب المتحالف مع جبهة المعارضة اللبنانية التي تضم 11 مجموعة، إستفاد من أصوات مجموعات الثورة وأوصل الى عضوية مجلس النقابة المرشحين المدعومين من قبله أي نجار(1486 صوتاً) وعماد مرتينوس الذي حصل أيضاً على أصوات قواتية (1891 صوتاً) وفادي المصري (كتائبي حزبي نال 1341 صوتاً)، بينما لم يعط أصواته لحلفائه على اللائحة ما أدى الى خسارة مرشحي المجموعات المنضوية ضمن تحالف جبهة المعارضة، كأسعد عطايا (حزب تقدم 94 صوتاً) وميسم يونس (862 صوتاً) وجورج يزبك (حزب الكتلة الوطنية 775صوتاً) وجيلبير بو عبود (تحالف وطني 451 صوتاً) وحسين صالح (493 صوتاً).
ثالثاً – الثنائي الشيعي كان من بين أكبر الخاسرين، إذ لم يتمكن من إيصال أي مرشح شيعي الى مجلس النقابة. حركة أمل دعمت في الإنتخابات المرشح شوقي شريم وأبرمت له تحالفات من تحت الطاولة منها مع الكتائب التي يبدو أنها لم تلتزم بتحالفها مع أمل، فنال 652 صوتاً بينما دعم حزب الله فاروق حمود الذي نال 347 صوتاً.
رابعاً – التيار الوطني الحر لم يشارك في المعركة ترشيحاً. لذلك أكمل مرشحه فادي بركات المعركة كمستقل فلم يتمكن من الفوز بل حلّ عضواً رديفاً كونه جاء أول الخاسرين. أما ضمنياً فيعتبر محامو التيار أنهم خرجوا من المعركة بأقل خسائر لا بل حققوا أكثر من إنتصار كونهم دعموا عدداً من أصدقاء التيار الذين وصلوا الى مجلس النقابة وعلى رأسهم النقيب كسبار، والفائزان بالعضوية ايلي بازرلي ومروان جبر.
خامساً - حتى لو أنها خسرت معركة النقيب في الدورة الثانية، حققت القوات اللبنانية إنجازاً نوعياً إذ تمكنت لوحدها ومن دون تحالفات بإستثناء تحالفها مع حزب الوطنيين الأحرار صاحب الحضور الخجول في النقابة، من إيصال مرشحيها عبدو لحود ومايا الزغريني الى عضوية مجلس النقابة. ولكن ما تأكدت منه القوات في المرحلة الثانية، هو رفض التحالف معها من قبل كل الأحزاب وكل مجموعات إنتفاضة "17 تشرين".
سادساً – حتى لو أن قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي لم تدعم أي مرشح في إنتخابات المحامين، لم يتمكن محامو الحزب من إيصال المرشحة التي دعموها الى مجلس النقابة هداب ذبيان.
سابعاً – تيار المستقبل لم يتأثر في المعركة كونه لم يشارك ترشيحاً. وقد حاولت أوساطه في اللحظات الأخيرة أن تسرب معلومة دعمها لكسبار كي تستثمر فوزه الذي كان قد أصبح محسوماً، علماً أن أمين سر النقابة الحالي سعد الدين الخطيب المحسوب على التيار الأزرق كان قد دعم كسبار منذ ما قبل الإنتخابات، بينما دعم زملاؤه في تيار المستقبل مرشحين آخرين كنجار ولحود.