ضبابيةً لا تزال صورة التحالفات الإنتخابية في دائرة البقاع الغربي – راشيا (6 مقاعد: 2 سنة، شيعي، درزي، ماروني وأرثوذوكسي)، ولكن هذا لا يعني أبداً أن المفاوضات الإنتخابية بين الأفرقاء لم تنطلق بعد. وبنتيجة أولية لهذه المفاوضات، يمكن الحديث عن 4 لوائح بدأ التحضير لها:
لائحة رئيسها حسن مراد نجل النائب عبد الرحيم مراد، كونه صاحب أكبر كتلة ناخبة في الدائرة (حوالى 15000 صوت)، ومن الطبيعي أنها ستحظى بدعم حزب الله الذي يملك الأكثرية الساحقة من أصوات الناخبين الشيعة الذين يقدرون بـ9000 صوت، وذلك بعد إتفاق نهائي لم ينجز بعد بين الحزب وحركة أمل (تعمل على تشكيل لائحة غير لائحة مراد) التي سبق لحزب الله أن أعطاها المقعد النيابي الشيعي في البقاع الغربي. لائحة مراد من المتوقع أن تضم أيضاً طارق الداود عن المقعد الدرزي وهو شقيق النائب السابق فيصل الداود الذي تقدر قوته التجييرية بحوالى 2000 صوت. هناك حديث أيضاً لضمّ مرشح للتيار الوطني الحر الى لائحة مراد، ويرجح أن يكون شربل مارون عن المقعد الماروني. وبحسب المعلومات قد يترك طباخو اللائحة المقعد السني الثاني شاغراً كي تصب أكثرية الأصوات التفضيلية السنية على إسم حسن مراد.
لائحة ثانية يعمل على تشكيلها نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي (أرثوذوكسي) بالتنسيق الكامل مع الرئيس نبيه بري وقيادة حركة أمل. لائحة رافعتها الأساسية تيار المستقبل (قوته التجييرية حوالى 9000 صوت). وعلى إقناع قيادة التيار الأزرق باللائحة المذكورة، يعمل بري جاهداً خصوصاً أن إسم الفرزلي كمرشح عليها لا يستفز رئيس التيار سعد الحريري. ولكن بحسب المعلومات، لن يرشح تيار المستقبل بسبب تراجعه شعبياً أياً من صقوره كالنائب والوزير السابق جمال الجراح، بل سيلجأ الى ترشيح شخصيات سنية لها شعبيتها في المنطقة كالنائب محمد القرعاوي صاحب الخلفية البعثية، ويحكى عن مرشح سني آخر قد يتبنى التيار ترشيحه وهو خالد شرانق.
وبما أن الحزب التقدمي الإشتراكي (قوته التجييرية حوالى 11000 صوت) يميل في إستحقاق 2022 الى عدم التحالف مع أي فريق سياسي كونه القادر على تأمين حاصل بمفرده، تتردد في الدائرة معلومات عن لائحة يعمل على تشكيلها النائب وائل أيو فاعور وقد تضم إضافة اليه، النائب السابق في كتلة اللقاء الديمقراطي أنطوان سعد (أرثوذوكسي) ونائب تيار المستقبل سابقاً أمين وهبي (شيعي) إضافة الى مرشح سني من آل حرب.
على هامش كل هذه اللوائح لن يغيب المجتمع المدني عن دائرة البقاع الغربي – راشيا حتى لو أن حظوظه بتحقيق خرق شبه معدومة نظراً الى أن الحاصل المطلوب للفوز بمقعد يتراوح بين 10000 و11000 صوت حسب عدد المقترعين، ولأن لائحته في العام 2018 نالت 1546 صوتاً فقط.
وإذا كان التيار الوطني الحر يتفاوض مع لائحة مراد - حزب الله، لم تعرف بعد وجهة القوات اللبنانية الإنتخابية علماً أن القوة التجييرية للتيار والقوات لا تمكّن أي فريق منهما من تشكيل لائحة.
أمام هذا المشهد، وبعيداً عن التوقعات، يمكن القول إن عين لائحة مراد – حزب الله - الداود – الوطني الحر القادرة على حصد 3 أو 4 حواصل، هي على الفوز بمقعد سني وبالمقعد الشيعي والمقعد الماروني والمقعد الأرثوذوكسي. كذلك يعمل تيار المستقبل على الفوز بالمقعد السني الثاني وبالمقعد الأرثوذوكسي، بينما ستركز لائحة الإشتراكي على الفوز بالمقعد الدرزي لصالح أبو فاعور وهو لن يكون أمراً صعباً بالنسبة اليها.
إذا تمكنت لائحة مراد من حصد أربعة حواصل تكون قد خطفت المقعد الأرثوذوكسي من أمام الفرزلي، وإذا حصلت على 3 حواصل فقط تكون قد فازت بمقعد سني ومقعد شيعي ومقعد ماروني، ليذهب المقعد السني الثاني والمقعد الأرثوذوكسي للائحة المستقبل - الفرزلي - أمل والمقعد الدرزي للائحة الإشتراكي.