تزاحمت الملفات في الجدول اليومي للمحكمة العسكرية الدائمة، الا ان معظمها نال نصيبه من التأجيل بسبب تمنع الموقوفين، وحتى الشهود منهم عن الحضور و"حجّة" هؤلاء، "الاحكام القاسية" التي صدرت عن المحكمة في الآونة الاخيرة وفق رأيهم.
الا ان البعض الآخر اراد "الحج خلاص"، لاسيما اولئك الذين مضى على توقيفهم سنوات.. فكيف اذا كان جدول المحكمة يضم اكثر من مئة ملف؟
خالد كعوش وابراهيم الاطرش من المتهمين الذين احضروا الى المحكمة لاستجوابهم بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بقصد القيام باعمال ارهابية ونقل مواد متفجرة بحضور وكيلتهما المحامية هلا حمزة.
خالد من مواليد السعودية ويعيش في المانيا اعترف امام رئيس المحكمة العميد منير شحادة بتجارة الاسلحة في مخيم عين الحلوة حيث كان يملك محلا لبيع مختلف انواع الاسلحة، كما انه استعان بمروان عيسى لصنع مخبأ في سيارته ليتمكن من نقل الاسلحة التي يشتريها لمحله .
انكر خالد ما نسب اليه لناحية انتمائه الى تنظيم ارهابي كما نفى ان يكون الاطرش قد طلب منه تأمين مواد متفجرة، لانه في الاصل لا يتعامل بها وتمت محاكمته بتهمة تجارة الاسلحة ولكنه لا يعرف ان كان الذين باعهم الاسلحة مرتبطون بتنظيمات ارهابية .
وعندما سأله العميد شحادة عن جمال الحجيري وشقيقه اكد انهما من تجار الاسلحة. اما بالنسبة لبيعه اسلحة لهيثم الشعبي فلم ينف مؤكداَ ان الاخير يعيش في المخيم لافتاَ الى انه كان يشتري الاسلحة التي يتم عرضها عليه في محله لاسيما وانه يملك صفحة خاصة على "الفايسبوك" .
ولفت كعوش الى انه لا يعلم عن الاشخاص الذين تم ذكرهم بين المطلوبين، ولاسيما توفيق طه لانه كان في المانيا ولا يملك اية معلومات عنهم.
وعندها سأله شحادة ان كان يعلم ان طه والشعبي كانت تصلهما الصواريخ من سوريا، نفى معرفته بهذا الامر. ولفت الى انه باع الكثير من الاسلحة وقد علم خلال التحقيق انه باع لاحد الاشخاص وتبين فيما بعد انها لفضل شاكر نافيا ما ورد عن بيعه قذائف واسلحة لاسامة منصور واخرين في بريتال انما فقط اسلحة من نوع "ام 16" .
ونفى كعوش ان يكون بايع او انتمى الى اي تنظيم ارهابي او تابع دورات شرعية.
وانتقل الاستجواب الى المتهم الثاني ابراهيم الاطرش الذي نفى ما ورد سابقا في اعترافاته، حول انه "انتمى الى العديد من التنظيمات الارهابية وآخرها "داعش" و"كتائب الفاروق" وكان يقوم بجمع الاسلحة من منطقة عرسال ويرسلها الى سوريا وهناك تعرف الى معظم المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا وبات يتعامل مع "النصرة" و"داعش" والجيش الحر".
الا ان لائحة الاتهامات كانت طويلة من بينها انتماءه الى كتيبة "جند الحق" التابعة لـ"جبهة النصرة". وبالطبع انكر ابراهيم التهم الموجهة اليه والتي وردت في افادته ومن بينها استهداف آلية للجيش اللبناني في تموز 2013 بمشاركة عمر الاطرش-سامي الاطرش وعبد الله الفليطي الذين وضع معهم العديد من المخططات من بينها مصادرة صهريج مازوت وتفخيخه – تفخيخ جيب في البزالية لكنه انفجر بعمر الاطرش وآخر ارسله الى الضاحية لكنه لم ينفجر .
ومن ضمن لائحة الاعترافات التي وردت ايضا في التحقيقات الاولية معه اطلاق صواريخ على منطقة اللبوة كما شارك في الهجوم على حاجز الجيش في "المصيدة" وفي وادي حميد بمساعدة المجموعة التي انشأها والتي ضمت محمد الاطرش ونوح الزرع واخرين .
وفي الختام نفى الاطرش معرفته بكعوش وقد اصدرت المحكمة حكمها بحق الاطرش الذي قضى بسجنه بالاشغال الشاقة المؤبدة في حين حكم على كعوش بالبراءة.