أغلق ملف التفجير الإنتحاري في فندق "دي روي " في الروشة وفندق نابوليون في منطقة الحمراء بعد مرور 8 سنوات على هذا الحدث وقد استكملت المحكمة العسكرية الدائمة الإستجوابات للمتهمين وعددهم 20 بتهمة الإنتماء إلى تنظيم داعش بهدف القيام بأعمال إرهابية بواسطة المتفجرات والأحزمة الناسفة.
وترافع وكلاء الدفاع عن المتهمين وأصدرت المحكمة في ختام المذاكرة حكمها بالأشغال الشاقة المؤبدة على كل من الفرنسي من جزر القمر فايز يوسف بوشران، السعودي عبد الرحمن الشنيفي، علاء علي كنعان، محمود محمد خالد الملقب ب"زهرمان"، هاجر عبد الله العبد الله، رائد خالد طالب، أحمد محمد خالد، محمد علي جوهر الملقب ب"أبو زبير"، هشام رشيد حسين، عبد الله طارق خياط، أحمد خالد كنعان .
في حين حكمت على أيمن علي كنعان، يحيى محمد الجاسم الملقب ب "أبو مصعب"، هيثم محمد خالد الملقب ب"هيثم زهرمان" بالأشغال الشاقة مدة عشرين سنة في حين تراوحت الأحكام للباقين بين ستة أشهر وخمس سنوات .
وفق الإدعاء، فإن المخطط كان يهدف لتنفيذ عمليات إنتحارية في مطعم الساحة في الضاحية الجنوبية بواسطة الفرنسي بوشران والسعودي الشنيفي وعلي إبراهيم الثويني الذي فجر نفسه عندما داهم الأمن العام غرفته في فندق "دي روي".
الإستجواب الأبرز كان للموقوف السعودي عبد الرحمن الشنيفي الذي لم ينكر بحضور وكيلته المحامية منال الكعكي انتماءه إلى تنظيم "داعش" ، وهو لم يكن يعرف معناها، بحسب قوله، الا حين ذهابه إلى سوريا عام 2013 ورؤيته ظلم النظام السوري والتعرف إلى التنظيم من خلال إعلان معلق عليه كلمة "الدولة الإسلامية داعش" .
إعترف الشنيفي بأنه دخل لبنان للقيام بعملية إنتحارية، لافتاَ إلى أن "الأمور اختلطت عليه و"علق" لأنه لا يمكن له العودة إلى بلده"، واشار الى انه قصد سوريا للإستشهاد ولم يرسل إلى جبهات القتال.
أما عن هوية الشخص الذي طلب إليه الدخول إلى لبنان، فأشار إلى أنه كان هناك حاجة لإستشهاديين وكونه يريد التخلص من "علقته" قبل بالعرض.
ولفت الى انه "دخل لبنان من تركيا عبر المطار واستقل سيارة أجرة وطلب من سائقها أن يختار له أحد الفنادق، وعندما استقر فيه، حضر المدعو علي وأخذه إلى شقة منذر الحسن في الحمرا والهدف الاعلام بالعملية التي سيقومون بها في مطعم الساحة ومن ثم قاموا باستكشاف المكان برفقة الحسن".
وأكد عبد الرحمن أنه رفض القيام بالعملية بعدما تبين له أن المكان هو مطعم يقصده الأطفال والنساء ولم ير أي تواجد "لحزب الله" وتأجلت العملية، وقصدوا فندق "دي روي" .
وبسؤال النائب العام المفوض القاضي منى حنقير لعبد الرحمن عن سبب مغادرته السعودية ، أكد أن هدفه كان قتال النظام السوري ولم يعلم أي شيء عن "داعش" بل كانت معلوماته تؤكد وجود العديد من التنظيمات ولم يعلم بوجود تنظيمات إرهابية لحين دخوله إلى سوريا .
أما بالنسبة لتفجير مطعم الساحة وكمية المتفجرات نفى علمه بكميتها، وكان من المقرر القيام بالتفجير واستتباعه بآخر بعد تجمع الناس. ولكنه شدد على انه لم يكن لديه النية بالتفجير لأنه كان بإمكانه القيام بالعملية عندما تمّت مداهمتهم من قبل القوى الأمنية اللبنانية وطلب إلى المحكمة إعادته إلى بلده.
أما فايز بوشران، فقد تم إستجوابه دون الإستعانة بمترجم كونه أصبح يجيد اللغة العربية بعد مرور 8 سنوات على توقيفه حيث أكد أنه عندما جاء إلى لبنان لم يجد مسلمين مستضعفين كما قيل له وهو تواصل مع شخص يجهل هويته عبر السكايب وهو الذي كان يطلب منه التنفيذ.
وأشار إلى أنه لم يقم بأي عمل وعندما تجول في شارع الحمرا في بيروت وجد أن الحياة طبيعية ولم ير أن المسلمين مستضعفون كما في بورما أو اليمن وقرر الرجوع إلى فرنسا إلى أن تم توقيفه . واستجوب باقي الموقوفين وتمحورت الأسئلة حول تحضير المتفجرات وكيفية الإستحصال على موادها ونقلها.
وترافعت وكيلة عبد الرحمن الشنيفي المحامية منال الكعكي مؤكدة أن موكلها تأثر بالأفكار الجهادية لبعض المشايخ وبينهم فهد السهلي زعيم "لواء التوحيد في سوريا" والذي ساعده في الدخول إلى سوريا عبر تركيا بهدف الجهاد ضد النظام السوري الذي سيكون "طريقه إلى الجنة". ولفتت الكعكي إلى أن موكلها استدرج إلى لبنان بعدما غرر به بفتوى وطلب إليه القيام بعملية إنتحارية تدخله إلى "الجنة" كما سبق له وأن سمع من المشايخ في سوريا أن ضرب "حزب الله" في لبنان سيجبره على الإنسحاب من سوريا.
بما انه من الثابت ان المتهم الشنيفي لم يقدم على قتل احد حتى عندما كانت الفرصة سانحة له فقد صرح اثناء كافة التحقيقات انه لم يكن لديه نية للقيام باي فعل كان منذ لحظة وصوله الى لبنان .
واضافت بما ان المتهم كان معارضا لعملية التفجير داخل مطعم الساحة خاصة عندما شاهد النساء والاطفال وهو لم يعد الى المطعم بعد زيارته الاولى لرفضه قتل الابرياء ولم يقم بتفجير نفسه في غرفة الفندق عند حضور عناصر الامن العام مع العلم ان الاحزمة كانت جاهزة للتفجير مما يؤكد انتفاء نيته لقتل احد.