قتلتم الأبرياء وتقترعون على ثيابهم!

خاص ON | LebanonOn | Wednesday, August 26, 2020 12:01:00 PM

انظروا في عيون هذه الطفلة الصغيرة، انظروا الى دموعها التي لا تتوقف عن الانهمار على خدودها المهشّمة من انفجاركم الذي ارتكبتموه جميعكم ودمّرتم فيه قلب لبنان، وقتلتم ما تبقى من أمل لشعب بات يبحث عن الهجرة الى اي بلد كان في العالم.

هذه الطفلة تقول لكم "انتم بشر أم ماذا؟"، فهي لا تتجرأ على النظر بوجهها المشوه في المرآة، ولكن لديها الجرأة الكافية للنظر في وجوهكم تلهثون مجددا نحو الكرسي والسلطة، وتسعون الى المحاصصة وتقاسم المقاعد الحكومية من اليوم. قتلتم الابرياء وتقترعون على ثيابهم.

هل نسيتم ما حصل في 4 آب؟ للتذكير فإن إهمالكم قتل اكثر من 200 شخص وجرح اكثر من 6000 بعضهم في حال الخطر وشرد الآلاف في الشوارع  ودمّر نحو 300 الف وحدة سكنية، وانتم ماذا فعلتهم غير التباكي امام دول الخارج للحصول على طائرة مليئة بالمياه واخرى بالمايونيز، وتنتظرون الاموال لتسرقوها مجددا، ولكي "تلسحوا المبرد" بسياساتكم الالية الفاشلة منذ 30 عاما. لم تكتفوا. سرقتم اموالنا، جنى العمر، جوّعتم شعبا، خسّرتموه أعماله. على ايديكم ارتفعت معدلات الفقر بشكل جنوني. على ايديكم ارتفعت معدلات البطالة. على ايديكم صحونا من دون منازل من دون سقوف من دون أمان. على ايديكم ذبحنا من الوريد الى الوريد. لا زلنا نصحو يوميا بعد 4 آب، وشعور الألم ينغرس أكثر في صدرنا. لا زلنا نصحو وصور الضحايا أمام أعيننا شاخصة، والام الاهالي وذوي المفقودين والشهداء تفتك بقلوبنا.

انظروا مجددا الى الى عيون الطفلة التي تظهر في الصورة. هي صورة، لا بل أيقونة، تمثّل جميعنا. كلّنا نعاني نفسيا وجسديا وحياتيا ومعيشيا. جميعنا، قتلت فينا "قلّة بشريّتكم الأمل والأمان. انظروا الى ما اقترفته ايديكم، وبدلا من أن تغمّسوا وجوهكم بالرمال، بدلا من أن تختفوا، لا تزالون في قصوركم محميين.. لا زلت تتقاتلون على ما تبقّى من جثثنا. وقحون.

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا